فكر فيها! بقلم نقولا أبو فيصل
فكر فيها !
أعظم إنجازاتي في الحياة هي عائلتي!
على مدى أكثر من 40 عامًا من الخبرة في ريادة الأعمال وقيادة وتطوير مشاريع في مجالات متنوعة شملت الصناعة والتجارة والزراعة والعمل بلا كلل لتحقيق إنجازات مادية ومعنوية قد يعتبرها الكثيرون مصدر فخر واعتزاز ، كونها مشاريع ناجحة حققت مكانة اجتماعية محترمة، كانت رحلتي مليئة بالمحطات الصعبة التي صنعت اسمي ووضعت بصمة في المجالات التي خضتها . لكنني رغم كل ذلك، لم أجد في كل هذه الإنجازات ما يجعل قلبي يطمئن ويشعر بالسلام الداخلي كما وجدته في عائلتي .
العائلة في نظري، ليست مجرد أشخاص نعيش معهم أو نشاركهم تفاصيل يومية، بل هي حلم ممتد . إنها انعكاس للقيم التي نؤمن بها، والمساحة التي نستمد منها قوتنا وشعورنا بالانتماء . وحين أرى أبنائي يكبرون أمام عيني، يحملون جزءًا مني ويكملون مسيرة بدأتها من تحت الصفر ، أشعر أنني حققت أهم ما يمكن أن يحققه الإنسان . فالعائلة هي التوازن الذي يحمي الروح من الانكسار، وهي الإنجاز الذي لا يُقاس بثمن .
وقد تتغير الاوضاع في المستقبل وما كان انجازاً في الماضي يصبح عملاً عادياً مع تطور حياة الانسان ، وقد تختفي مهن عديدة مع تغير الأوضاع ، لكن العائلة تبقى الإنجاز الذي لا يفنى . إنها الإرث الحقيقي الذي نحمله معنا ونتركه وراءنا، هي رسالة حب وتضحية تمتد عبر الأجيال . اليوم وأنا أقوم بتقييم رحلتي استعداداً لاستثمارات جديدة واعدة ، لا أتردد لحظة واحدة في الاعتراف أن عائلتي هي أعظم إنجازاتي لأنها وحدها التي لا تزال تمنح حياتي معناها الحقيقي . والعبرة مما أكتب صديقي القارئ “خلي عينك على عيلتك”
نقولا أبو فيصل ✍️
Nicolas Abou Fayssal
اتحاد الكتاب اللبنانيين