فكر فيها ! بقلم نقولا أبو فيصل
في اليوم العالمي للرجل كتبت الكاتبة المبدعة ماري قصيفي اطال الله في عمرها تقول :”لولا الرجل والألم ما كتبت كلمة وما صرت كاتبة” ولطالما كان الألم محفزًا للإبداع البشري حيث يجد الكاتب في لحظات أن الوجع هو أصدق الكلمات وأعمق المعاني . وأن الألم على قسوته يكسر جدران الصمت الداخلي ويفتح بوابات النفس لتخرج منها مشاعر دفينة لا يمكن التعبير عنها إلا بالحروف ولهذا السبب يقول البعض إن الكتابة علاج وإن الورق يملك سحر الشفاء لمن يعرف كيف يسكب عليه وجعه .
في مسيرتي المليئة بالخيبات والنجاحات، كان الألم رفيقاً دائماً سواء في فقدان الأحبة أو مواجهة أزمات الحياة ، أو حتى التحديات اليومية التي قد تبدو للبعض صغيرة لكنها تترك أثرها “والجمرة لا تحرق الا مطرحها”. وبين الهواية والاحتراف وجدت نفسي أكتب لا لأشارك الآخرين فقط، بل لأفهم نفسي وأعيد ترتيب عالمي الداخلي . فالكلمة كانت الخلاص وطريقة لا بأس بها لتحويل الاحزان إلى اشياء جميلة وربما إلى أمل جديد . ولولا الألم لما امتلكت العمق الذي تتطلبه الكتابة ، ولما شعرت بتلك الحاجة الملحة لمخاطبة الأرواح عبر القلم .
والكتابة ليست فقط فعلًا إبداعيًا بل هي أيضًا شهادة على ما يمر به الكاتب . هي صوته في وجه الألم، ووسيلته للانتصار على الجراح . كل كلمة كتبتها كانت انعكاساً لجرح ، وكل جملة كانت بداية شفاء ، وكل بحث اجريته حول اشخاص نجحوا في الحياة كان بمثابة بحث عن أمل أضافي لي بالنجاح وتأكيد المؤكد ! لهذا اردد بثقة مع المبدعة ماري قصيفي “أنه لولا الألم لما أصبحت كاتبًا”. فالألم رغم قسوته هو أحد أعظم المعلمين الذين يجعلوننا نكتشف أعماقنا ونحول صراعاتنا إلى جمال .
نقولا ابو فيصل كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع
Nicolas Abou Fayssalاتحاد الكتاب اللبنانيين