كتب نقولا أبو فيصل* “بين الاصدقاء والمعارف”…حلو الوفاء !
أخبرني صديقي الاميركي يوماً ان أسباب السعادة والارتياح النفسي وعلامات الذكاء هي التعامل مع دائرة ضيقة من الأصدقاءِ ، وتجنب كثرة المعارف مما يوفر للإنسان ما يحتاجه من تقديرٍ،على ان التواصل مع مجموعة مختصرة من الناس حسب رأيه وتحديداً من اصحاب الاهتمامات المشتركة والمستويات المُتقاربة من الذكاء الاجتماعي بعيداً عن الصّخب والشهرة يجعل الانسان سعيداً ومتصالحاً مع ذاته .
ويبدو لي أن كثيرين لا يوافقون صديقي رأيه ، لان إمتلاك الانسان للعديد من الأصدقاء والمعارف هو من الأمور الجيدة ، على الرغم من إن عدد الاصدقاء الحقيقيين أو المقربين والاوفياء منهم ليس كبيراً ومع ذلك فإنّ ما يرزق به الله الأنسان هو هبة ونعمة ، وكما يقول شوبنهاور:”فأن الأصدقاء والمعارف هم أضمن طريقة لتحقيق الثروة”،وقد لا تسمح التغيرات السياسة ان يكون هناك علاقات طويلة الامد بين الأصدقاء ، وكم من معارفنا خسرناهم منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي لمجرد وجهة نظر او رأي!
وعلى الرغم ايضاً من أن الانسان لم يعد باستطاعته التأقلم والتعايش مع أصدقاء جدد خاصة عندما يتقدم في العمر حال صديقي ، فأن رفقة الاصدقاء بالنسبة للبعض وانا منهم تبقى متعة، رغم انه مع تبدل الاوضاع الاقتصادية بات من الصعب على كثيرين منهم ايجاد الجو وأسلوب الحياة الذي تعودوا عليها طوال العمر ، وباتت قدرتهم على تحمل الاصدقاء والمعارف والجيران صعبة بعض الشيئ ، ويبقى القرار النهائي لك صديقي في الاكثار او الاحجام من رفقة الاصدقاء والمعارف ، شرط أن لا تنسى أن دورهم كان مهمًا جداً في اسعاد كثيرين ومساعدتهم في التغلب على تحديات الحياة .
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية