نقولا أبو فيصل يكتب”أكبر معجبيك هم غرباء وأشدّ حاقديك هم اصدقاء”

قد تتفاجأ صديقي القارئ بأن أكثر من يُصفّق لإنجازاتك هو شخص لا يعرفك، لم يرَك يومًا، ولا يملك مصلحة شخصية من إعجابِه بك. يُحبك لأنك تُشبهه في طموحه، أو لأنه وجد فيك انعكاسًا لنسخة يريد أن يكونها. وهنا المفارقة: الغريب يُبهره نجاحك بينما القريب غالبًا ما يُهدده. الغريب يرى فيك قدوة، أما المقرّب، فقد يرى فيك تذكيرًا صارخًا بما لم يُحقّقه بعد.
لكن هذه ليست قاعدة عامة، إنما هي أمور شائعة لدرجة مؤلمة. في قرانا وفي بعض الاحياء من المدن الصغيرة مثل زحلة ، يصبح التقدير عملة نادرة، والنقد السلبي هو اللغة السائدة. لماذا؟ لأن من يعرفك يظن أنه يملك مفاتيح قصّتك ويعتقد أنه يستطيع “تصغيرك” ليشعر بالراحة تجاه نفسه. بينما الغريب، يراك من دون خلفيات، ولاعقد ومن دون منافسة. يراك كما أنت لا كما كان يريدك أن تكون.
البعض يتساءل ما العمل؟ من وجهة نظري لقد تخطيت هذه المعضلة من زمن بعيد واستمريت بالعمل من دون النظر الى الخلف . لم يكن يوماً طموحي مبنياً على التصفيق، ولم أرهق روحي في محاولة كسب إعجاب الجميع. كنت امتنّ دوماً للغرباء الذين يرون الخير في اقوالي وافعالي ولم أحمل في قلبي ضغينة على أحد ، سامحت في الماضي البعيد من اساء لي على قاعدة أن الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة ليس لأنها تؤذي بل لأنها تُثمر. والناجح لا يُقاس عمله بما يملك بل بعدد المرات التي نهض فيها من تحت. الركام رغم الخذلان القريب.
نقولا ابو فيصل ✍️
www.nicolasaboufayssal.com













