واشنطن تحمل على طهران.. ولا تستبعد «اتفاقاً حقيقياً»
تزداد الحملات الأميركية على طهران مع اقتراب مرحلة أشد قسوة من العقوبات عليها، حيث اعتبر وزير الخارجية مايك بومبيو أنها سبب في المعاناة والموت والإرهاب للإيرانيين والعالم بأسره وخصوصاً أوروبا، في وقت أبقى الرئيس دونالد ترامب الباب مفتوحاً أمام إمكان التفاوض على «اتفاق حقيقي» جديد معها كبديل عن الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن في أيار الماضي.
فبعد يومين من مهاجمته إيران بشدة عبر «تويتر»، قال الرئيس الأميركي في كلمة لقدامى المحاربين في المعارك الخارجية «سنرى ماذا سيحدث، لكننا مستعدون للتوصل إلى اتفاق حقيقي وليس الاتفاق الذي توصلت إليه الإدارة السابقة الذي يمثل كارثة».
وامتنع وزير الدفاع جيم ماتيس عن الإجابة بشكل مباشر على سؤال بشأن ما إذا كان يشعر بقلق من احتمال أن تؤدي تصريحات ترامب إلى تصعيد التوتر في المنطقة وزيادة فرص حدوث سوء تقدير، ولكنه عبّر في مؤتمر صحافي بكاليفورنيا عن مخاوفه الكثيرة بشأن التصرفات الإيرانية في الشرق الأوسط، ومن بينها دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، والحوثيين الذين يقاتلون الحكومة المعترف بها دولياً في اليمن.
وقال ماتيس «حان الوقت كي تحسّن إيران سلوكها وتثبت أنها دولة مسؤولة. لا يمكن أن تستمر في إظهار عدم المسؤولية كمنظمة ثورية مصممة على تصدير الإرهاب والقلاقل عبر المنطقة». وأضاف «ولذلك فإنني أعتقد أن الرئيس أوضح تماماً أنهم يسيرون في الطريق الخطأ».
كذلك اتهم وزير الخارجية الأميركي النظام الإيراني بالتسبب في المعاناة والموت والإرهاب للإيرانيين والعالم بأسره وخصوصاً أوروبا.
وقال بومبيو في تغريدة على «تويتر» إن «النظام الإيراني تسبب بالمعاناة والموت لشعبه والعالم. وفي أوروبا وحدها أثارت الاغتيالات والتفجيرات التي دبرتها إيران فضلاً عن الهجمات الإرهابية الأخرى، رعب عدد لا يُحصى من البشر».
وأضاف بومبيو في تغريدة ثانية: «أوروبا ليست بمنأى عن الإرهاب الذي تدعمه إيران. وهذا الشهر، أدين ديبلوماسي إيراني في فيينا بمؤامرة لتفجير تجمع انتخابي في فرنسا. وفي الوقت نفسه، الذي يحاول النظام إقناع أوروبا بالبقاء في الاتفاق الإيراني، يخطط لهجمات إرهابية في أوروبا»، معتبراً أن «الوقت قد حان كي تتواجه أوروبا مع الحقائق بشأن النظام الإيراني ذي النوايا السيئة».
وكان بومبيو قال في كلمة له أول من أمس، إن واشنطن تدعم التظاهرات ضد النظام في إيران، واتهم المسؤولين الإيرانيين بالمشاركة في الفساد في البلاد، مضيفاً أن «إيران لا تديرها حكومة وإنما ما يشبه المافيا».
ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، تصريحات بومبيو التي شبه بها الحكومة الإيرانية بالمافيا، بأنها تصريحات «منافقة وحمقاء».
وفي طهران كذلك حذر رئيس هيئة الأركان في الجيش الجنرال الإيراني محمد باقري الولايات المتحدة من رد فعل قوي في حال واصلت تهديداتها، وهو قال إن الحكومة الأميركية «ستلقى رداً صارماً لدرجة لا تصدق، تستهدف مصالحها والأماكن المتواجدة فيها في المنطقة والعالم»، بحسب وكالة «ارنا».
وأضاف أن «أوهام الرئيس الأميركي القاصرة الفارغة والباطلة لن تتحقق أبداً». وقال أيضاً إن إيران «لم تسع مطلقاً إلى الحرب.. وتريد السلام والاستقرار في المنطقة»، إلا أنه أضاف «سيتم إفشال جميع المخططات ضد الشعب الإيراني وسيتلقى الأعداء درساً لن ينسوه».
وفي سياق مقارب، رأت وكالة المخابرات الداخلية الألمانية «بي. إف. في» في تقريرها السنوي للعام 2017، أن إيران رفعت قدراتها على الهجمات الإلكترونية، وأنها تمثل خطراً على الشركات الألمانية والمؤسسات البحثية، مشيرة بذلك إلى أن خطر أنشطة التجسس الإيرانية في ألمانيا يتزايد.
وتحدث التقرير الذي أعلنه وزير الداخلية هورست زيهوفر ووكالة «بي. إف. في»، عن هجمات إلكترونية متزايدة مصدرها على الأرجح إيران منذ العام 2014، وقال إنه تم رصد الكثير من مثل هذه الهجمات على أهداف ألمانية في العام 2017.
وكان مسؤولون أميركيون، حذروا من أن شبكات قرصنة تعمل للحرس الثوري وأجهزة المخابرات الإيرانية تستعد لتنفيذ هجمات إلكترونية مكثفة على البنية التحتية الأميركية والأوروبية، مؤكدين أن تلك الشبكات وضعت خططاً لشن هجمات إلكترونية واسعة في حال انهيار الاتفاق النووي بشكل كامل.
(أ ف ب، رويترز، روسيا اليوم، العربية.نت)