ما أجمل اللقاء و ما أعذب الكلام حين تشدو لمن تحب.
كتب المغترب أيمن ابو لطيف
ما أجمل اللقاء و ما أعذب الكلام حين تشدو لمن تحب.
قامتان علميتان سامقتان كشجرتي سنديان راسختين في العلم ترفو بهما حدائق المعرفة والثقافة ويفخر بمسلكيهما الاجتماعي كل من عرفهما في البقاع، وتضحك لهما كل حبة تراب من لبنان…
لعمري.. ان الدكتور والباحث شوقي ابو لطيف والدكتور علي ابو لطيف تعتز بهما عيحا،البلدة التي تجمعنا في جناحيها المقيم والمغترب، عيحا الساهرة قبالة جبل الشيخ الاشم، والرابضة عند تخوم قمم حرمون الشامخة، فنزداد فخرا” وكبرا” بعلمهما وهما يزينان المحاضر والمنابر، ويبحران في علم واسع ساحر جذاب ويغرفان من بحر الثقافة ادبا يفيض بأدب وثير وحب وفير ويزدادان تواضعا كلما اتسعت رؤيتهما علما” ومعرفة ويقينا” ويسلكان دروب الانتماء الى مجتمعنا فيتزين بهما الدرب رقيا” واخلاقا” وعصامية” وقد قل نظيرهما في هذه الايام المليئة بكل أنواع الفساد و النفاق و التلون…
شوقي وعلي توأما الروح، معهما تحلو الجلسات وبقربهما الدافئ تعلو الابتسامات الرقيقة الدافئة دفء الاحاديث المشوقة عن الضيعة والناس، والعميقة عمق بحار العلم والثقافة والكتابة، والمتسعة اتساع آفاق المعرفة المتبصرة، والصوفية صفاء القلوب المحبة التي لا تنتظر المديح من احد. فالكرامة والتكريم صنوان يلتصقان بهما من دون تكلف او منة من البشر.
هكذا يعرفهما القاصي والداني، بعفويتهما المعهودة يقدران الناس ويكرمان من يستحق بلا مجاملة، لذلك أكرمهما الله عز وجل بمكانة خاصة وحضور لافت محبب اينما حلوا، وأنّى وجدوا.
الدكتور شوقي استاذ علم الفلسفة في الجامعة اللبنانية ظاهرة ثقافية فريدة، ظاهرة بارزة واستثنائية في المعرفة الفلسفية والدينية . وهو ناقد اجتماعي يبتكر الافكار الخلاقة التي تخلب العقول وتخطف القلوب والابصار، ويضوع من اعماقه الكلام فيغوص بحركة نقدية ساحرة في وصف واقع المجتمع فتراه مخضرما” يشق آفاق التاريخ و يخرج الحقائق الى العلن و يجترح حلولا” لكل ما تظن انه من باب المستحيل ببساطة العقل المنفتح على كل آفاق العالم و مكنونات الحضارة.
والدكتور علي وهو لقب فخري يستحقه بكل جدارة. يكتنز هذا الرجل طاقات فكرية و معرفية هائلة وهو مدير ثانوية حرمون الرسمية،علامة فارقة في العلم و التعليم نذر نفسه لخدمة الاجيال و بناء طلابه بمثالية عالية.. لا يساوم و لا يهادن في العطاء حتى اختزل كل ما قدمته التربية في شخصه وقلبه وعقله.
هو كاتب واديب مشرقي عريق وهو سيد المنابر بصوت جهوري واسلوب ادبي جميل ورقيق ومميز يختصر بينك وبينه كل المسافات كأنك تعرفه منذ زمن بعيد.
شوقي وعلي قامتان علميتان من عائلة كريمة ومن بيت مفعم بالمحبة و الطيبة تربيا في احضان ام فاضلة ووالد غني بالحنان صادق شريف و عنوان يحتذى في الشهامة والبساطة المحببة.
شوقي و علي ابو لطيف..أَستَرِقُ لحظات وجدانية غريبة تعصف بداخلي وأَستَرِّقُّ ذكريات طفولة خالدة من عمري معكما و مع الحبيبين زياد و ايوب واطلب من عزته تعالى ان يزيدكما علما” و تواضعا” وصحة و نجاحا.
احبكم حتى نزول من المكان و الزمان.
(ايمن ابو لطيف)












