عهد التميمي إلى الحرية.. وغدا إلى ساحات النضال..
تستعد فلسطين لاستقبال الأسيرة عهد باسم التميمي (16 عاماً) «أيقونة النضال الفلسطيني»، ووالدتها ناريمان التميمي (41 عاماً)، غداً (الأحد) بعد الإفراج عنهما من سجون الإحتلال، إثر اعتقال 7 أشهر، حيث تصلان إلى مسقط رأسيهما قرية النبي صالح – غربي رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وعشيّة هذه الاستعدادات، كان الإحتلال الإسرائيلي يمارس همجيته، باعتداءات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة والأراضي المحتلة منذ العام 1948، حيث أقدمت قوّات الإحتلال على اقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وإلقاء القنابل الصوتية بكثافة باتجاه المصلّين، الذين كانوا يؤدون صلاة سُنّة الجمعة، ما أدّى إلى إصابة 40 مصلياً بجروح وحالات اختناق، فضلاً عن اعتقال عدد منهم.
وأغلق الإحتلال باحات المسجد، محاولاً فرض أمر واقع، كما جرى في الأقصى في مثل هذه الأيام من العام الماضي، بوضع بوابات إلكترونية، لكن إرادة المقدسيين كسرت عنجهيته، حيث احتشدوا عند مداخل المسجد بعد صلاة العصر، التي أدّوها في ساحة باب الأسباط ردّاً على منع دخولهم، قبل
الإعلان عن اعتصام مفتوح.
وأمام هذا الصمود رضخت قوّات الإحتلال وأعادت فتح أبواب المسجد مساءً.
في غضون ذلك، كان الإحتلال يستهدف المتظاهرين السلميين عند الحدود الجنوبية لقطاع غزّة، في الجمعة الـ 18 من مسيرات العودة، التي حملت عنوان «جمعة أطفالنا الشهداء»، برصاص القنص والرصاص المطاطي وقنابل الغاز، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، ما أدّى إلى استشهاد غازي محمّد
أبو مصطفى (43 عاماً) والفتى مجدي رمزي كمال الصفرى (14 عاماً) وإصابة 246 بجروح.
وقد أشعل الشبّان المتظاهرون الإطارات المطاطية، وألقوا الحجارة باتجاه جنود الإحتلال، الذين احتموا خلف المدرّعات والدشم.
هذا، وتقرّر أنْ تحمل مسيرات الجمعة المقبلة عنوان «جمعة الحياة والحرية»، رفضاً للحصار والإغلاق.
كما أقدمت قوّات الإحتلال أمس، على إغلاق بوابة النبي صالح بشكل كامل، مع نشر تعزيزات عند مداخل القرية، حيث منعت دخول وخروج المواطنين إليها، الذين اضطروا للسير مسافات طويلة وبعيدة لبلوغ قراهم ومنازلهم.
وعلى الرغم من فرحة عائلة التميمي بإطلاق سراح عهد ووالدتها ناريمان، إلا أنّها ستكون منقوصة باستمرار الإحتلال باعتقال الولد البكر للعائلة وعد (22 عاماً)، حيث يعتقل الإحتلال الآن 3 من أفراد العائلة المؤلّفة من 6 أفراد.
وستكون المحطة الأولى للمناضلتين عهد وناريمان بعد خروجهما من السجن، في مسقط رأسيهما، النبي صالح، حيث جرت الاستعدادات من قِبل الأهالي لاستقبالهما بحفل كبير.
الوالد باسم التميمي، الشغوف لرؤية زوجته وابنته، اللتين لم يتمكّن من اللقاء بهما، بعدما منعته «مصلحة السجون» الإسرائيلية من ذلك، كان يشاهدهما فقط خلال جلسات المحكمة في عوفر، ويدعو ابنته إلى «عدم الخوف، وأنْ تكون قوية»، وهو الذي خبر أساليب الإحتلال، بعدما أمضى سنوات عدّة
نزيلاً في سجونه ومعتقلاته مع زوجته ناريمان.
وأوضح باسم أنّه «سيتم الإفراج عن عهد وناريمان غداً (الأحد)، بعد 7 أشهر على اعتقالهما»، مؤكداً أنّ «الخيارات أمام ابنته مفتوحة»، ومضيفاً: «سأترك لها الحرية في ممارسة العمل السياسي والنضال من أجل القضية الفلسطينية».
ونفى باسم «وجود أي قرار أو حظر من قِبل سلطات الإحتلال على حركة عهد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة»، موضحاً أنّه «لا نعرف حتى الآن إذا ما كان الإحتلال قد وضع قيوداً على سفر عهد إلى خارج الأراضي الفلسطينية!».
وجاء قرار الإفراج عن عهد وناريمان ضمن قرار «منهلي»، تتّخذه «مصلحة السجون»، ويقضي بتخفيض 21 يوماً من مُـدّة المحكومية لبعض المعتقلين بعد عملية تقييم خاصة، هذا علماً بأنّ آخر موعد للإفراج عنهما هو 19 آب المقبل.
وكانت عهد قد ردّت على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقله سفارة بلاده إليها (6 كانون الأوّل 2017)، بصفعها ضابطاً وجندياً إسرائيليين من «لواء غولاني»، حاولا دخول منزل العائلة في قرية النبي صالح، يوم الجمعة (15 كانون الأوّل 2017)،
وساعدها بذلك والدتها ناريمان وابنة عمّها نور، حيث ضجَّ العالم بمقطع الفيديو، الذي صوّرته الوالدة ناريمان، وكان يُبث عبر صفحتها على «الفايسبوك» مباشرة، قبل أنْ تُقدِم قوّة كبيرة من الإحتلال على مداهمة منزل العائلة فجر الثلاثاء (19 كانون الأوّل 2017) لتعتقلها، ثم تعتقل والدتها ناريمان، التي ذهبت لتبحث عنها، ومن ثم اعتقال إبنة عمّها نور، التي أفرج الإحتلال عنها يوم الجمعة (5 كانون الثاني 2018)، مقابل دفع كفالة مالية قدرها 1400 دولار أميركي، تكفّل بها الإعلامي طوني خليفة.
وتعود عهد لتواصل مسيرة نضالها، وهي التي اشتهرت بارتدائها الكوفية الفلسطينية لتستمر مع أهلها في مواجهة الإحتلال، والمشاركة في المسيرة الأسبوعية، التي تنطلق كل يوم جمعة ضد سرقة الإحتلال لأرضهم، والمتواصلة منذ سنوات عدّة، غير آبهين بتعرّضهم لإطلاق الرصاص الحي والقنابل الغازية والمسيّلة للدموع، التي تعقبها اقتحامات واعتقالات، يتم تصويرها وبثّها مباشرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
(اللواء)