البطاطا البقاعية تستعيد عافيتها
دخلت البطاطا من نوع ” فريدة” ذات البذور الهولندية التي تنتجها وتوزعها شركة (HZPC) على خط اعادة الاعتبار للبطاطا اللبنانية ودعم الانتاج المحلي جودة وكمية لتعود الى قصب السباق العالمي وتنافس محليا وعربيا واسيويا. في وقت لا تزال فيه البطاطا من نوع سبانتا واغريا محافظة على سيطرتها في الحقول الزراعية في البقاع والشمال بشكل خاص بوصفها تمتاز بجودتها العالية وملاءمتها الاسواق العربية.
فارس
واذا كانت سهول البقاع قد شكلت الرافعة الاساسية للزراعة اللبنانية ولانتاج البطاطا ذات المعايير الجيدة، يؤكد نقيب مزارعي القمح المزارع نجيب فارس من بلدة السلطان يعقوب ان ما حصل في السنوات الأخيرة شكل صفعة كبيرة للمزارعين إن على مستوى الأزمة السورية التي أرخت بكل أثقالها على الزراعة اللبنانية وعلى الواقع المعيشي وتبعات إغلاق معابر التصدير الرئيسية، أو على مستوى التغير المناخي الذي بات يهدد القطاع الزراعي ويفرض واقعا آخر على الرزنامة الزراعية، خصوصا مع دخول عامل الجفاف على خط الازمة وشح عشرات الآبار الارتوازية وتفاقم مشكلة تلوث نهر الليطاني، فضلا عن ارتفاع اسعار المحروقات والاسمدة والأدوية الزراعية وما لحقها من تلاعب وصفقات،يضاف اليها ارتفاع اجرة اليد العاملة والبذار والتهريب من سوريا الى لبنان.
واشار فارس الذي اختبر البطاطا من نوع فريدة انها ذات جودة عالمية ومطابقة للمواصفات والمقاييس العالمية ومعايير سلامة الغذاء خصوصا اننا نرويها من مياه الآبار الارتوازية لافتا الى ان من أخترع هذه البذرة حضر من هولندا الى البقاع الغربي مع مدير التسويق في الشرق الاوسط لمعاينة الموسم ومتابعة المحصول الذي جاء مقبولا من حيث الكمية وممتازا من حيث نوعية البطاطا وعاين الفريق مدى ملاءمة التربة لهذا النوع الذي يختلف عن البطاطا التقليدية والتي تعد ايضا جيدة من حيث جودتها ومواصفاتها، لكن التربة تحتاج الى ان يتغير البذار.
ودعا فارس الى تحديد كميات البذار المطلوبة ومراقبة الادوية والأسمدة الزراعية خصوصا بعد ان اثار وزير الصحة السابق وائل ابو فاعور قضية المبيدات المسرطنة والية ادخالها، لافتا الى اهمية اتخاذ الخطوات العملية لتنظيف ومعالجة مشكلة تلوث الليطاني وفق الخطة التي اعلن عنها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري
الصقر
وعن تصريف المنتج لفت نقيب مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر الى ان واقع الزراعة بقاعا يحتاج الى تعاون الدولة مع المزارعين منوها بالخطوات الاي تقوم بها الجمارك اللبنانية بالتعاون مع الاجهزة الامنية لجهة مكافحة تهرب البطاطا والخضار من سوريا الى لبنان ومن خلال دورياتها في الاسواق والمخازن.
ودعا الصقر الى ضرورة فتح اسواق جديدة والعمل باتفاقية التسهيل العربية وفتح معبر نصيب على الحدود مع سوريا ليتسنى تصريف عشرات الاف الأطنان من البطاطا اسوة بما حصل مع وزارة الصناعة خصوصا ان الاردن بحاجة الى البطاطا اللبنانية خاصة اننا ننتج اجود انواعها السبانتا والاغريا التي تتحمل التخزين وتمتاز بجودتها ومواصفاتها الصحية حيث لا امراض ولا اوبئة كما يشاع في الاعلام احيانا لاننا نرويها من الابار الارتوازية ودعا الى وضع رزنامة زراعية تناسب حاجات السوق المحلية وتلائم الاسواق العربية حتى لا نقع في ازمات زراعية كما حصل في بعض السنوات السابقة. داعيا الى الاسراع في تشكيل الحكومة لخلق مناخ من الاستقرار الاحتماعي والاقتصادي ومعالجة قضايا المواطن المعيشية.
من جهته أشار الخبير الزراعي ومدير مؤسسة الزغبي للتجارة العامة خالد الزغبي إلى ان البطاطا اللبنانية هي من بين أفضل الأنواع في العالم، خصوصا ان التربة اللبنانية والمناخ يساعد في رفع مستوى جودتها ونوعيتها، لا سيما تلك التي تروى من الآبار الإرتوازية ومن مياه الامطار، وأكد أن الأمراض التي كانت تصيب البطاطا ضئيلة والأدوية الزراعية التي نستوردها ويستخدمها المزارعون مطابقة للمواصفات ونختارها بعناية ووفق المعايير العالمية خصوصا بعد الحملة التي اطلقها وزير الصحة السابق وائل أبو فاعور والتي انعكست بشكل ايجابي على جودة المنتوجات وعلى قبولها في الاسواق الخليجية والعربية وفي السوق المحلي.
واكد الزغبي أن القطاع الزراعي يحتاج الى دعم الدولة والى رعايتها والمطلوب اليوم ان تقف الى جانب المزارعين وفتح اسواق جديدة لهم وكذلك ايجاد حل للتصدير عبر البرادات برا، واكد ان نوعية البذار التي يتم استيرادها ممتازة وتناسب الاراضي الزراعية في البقاع ولكن هناك ازمة في الري وعلى الدولة ان تعالج مشكلة تلوث نهر الليطاني معالجة جذرية ليتسنى للمزارعين الري منه، وهذا يحتاج الى خطوات عملية للبدء بالمعالجة
شومان
اما نقيب مزارعي القمح السابق خالد شومان فاكد ان موسم البطاطا كان جيدا لكن قسما كبيرا يصرف في السوق المحلية،لان السهول المزروعة بالبطاطا كانت مقبولة فيما نسبة تخزين البطاطا للتصدير الخارجي محدودة والاسعار موضوعية.
واعتبر شومان ان البطاطا اللبنانية من افضل انواع البطاطا وهي ذات جودة عالمية وما نحتاجه هو الاستقرار السياسي الذي ينعكس على الاستقرار الاقتصادي ليتسنى تصريف القسم الاكبر من المنتوجات البقاعية الى الخارج عبر الاراضي السورية