مصور لبناني يبرز “الجوهرة” المخفية وراء كل حضارة
في غرفة التحميض، نبع حب المستشار الإبداعي، عمر رضا، لالتقاط الصور الفوتوغرافية. إذ عانق الشاب اللبناني شغفه الذي يربطه بعدسة كاميرته، وقرر خوض مغامرات جديدة بين حضارات العالم المختلفة.
فنظراً إلى سرعة انتشار عصر العولمة، تُمحى العديد من الثقافات الغريبة. وبدوره، أراد المصور اللبناني أن يوثقها، ويبرز “الجوهرة” المخفية وراء كل حضارة. وفيما يلي، بعض التقاليد الغريبة التي وثقها رضا بعدسة كاميرته.
إذا صادفت يوماً صوراً لنساء يضعن في أنوفهن قطعاً كبيرة الحجم من البامبو، فهم من قبيلة “أباتاني” بوادي “زيرو”، التي تقع في ولاية “أروناجل برديش”، في شمال شرق الهند. وجاء هذا التقليد لحماية النساء أنفسهن من الاختطاف والاغتصاب. إذ قررن تشويه أنفسهن حتى يظهرن أقل جاذبية أمام العدو.
ولأن معايير الجمال تختلف من حضارة لأخرى، قرر رضا أن يرصد بعدسة كاميرته جمالاً من نوع آخر. ففي جنوب غرب إثيوبيا، تضع نساء قبيلة “مرسي” أطباقاً دائرية في أفواههن باعتبارها علامة من علامات الجمال، وتزداد الفتاة جمالاً، كلما كان حجم الطبق أكبر.
وترتدي النساء هذه الأطباق خلال مناسبات خاصة. وإذا راودك الفضول يوماً حول شكل أفواههن عند إزالة الطبق، فذلك مرده بحسب رضا إلى تدلي شفاههن ويمكنك ملاحظة غياب أسنانهم الأمامية.
وبالنسبة إلى تاريخ هذا التقليد، فبدأ خلال عهد العبودية، حينما كانت الفتيات تضعن الأطباق لتشويه أنفسهن حتى تتجنبن احتمال معاناتهن من العبودية.
وبعيداً عن معايير الجمال، تقع قبيلة “كونياك” في ولاية ناجالاند، وهي من إحدى المناطق النائية في الهند. وعرف سكان هذه القبيلة بأنهم “مطاردي الرؤوس”، إذ كانوا يقطعون رؤوس أعدائهم ويجمعونها كغنيمة، ومن ثم يعلقونها على أشجار أو معالم أثرية محددة.
وإذا وُشم وجه أحد سكان القبيلة، فهذا يعني أنه قتل أحدهم. ويجدر بالذكر، أن هذه التقاليد قد وصلت إلى نهايتها بعد انتشار المسيحية في المنطقة.
هل سبق أن شاهدت فتيات يستمتعن بضربهن؟ في تقليد غريب من نوعه، يضرب رجال قبيلة “حمر”، في وادي “أومو” بأثيوبيا، النساء بالعصا. فكلما زادت حدة ضرب الرجل، كلما كانت الفتيات أكثر إخلاصاً للصبي الذي سيصبح رجلاً، ويأتي هذا التقليد ضمن مراسم القفز فوق الثيران في قبيلة “حمر”.
وتتعدد الأماكن التي يرغب المصور اللبناني بالسفر إليها، ولكنه يتطلع لزيارة جنوب السودان ومنطقة كشمير في الهند، العام المقبل. ويرغب رضا ألا تهيمن أي ثقافة على أخرى، لأن تنوع الحضارات هو ما يميزنا.