حدد الصفحة

في اليوم الدولي للاعنف يلتقي مجددا كمال جنبلاط بالمهاتما غاندي.

في اليوم الدولي للاعنف يلتقي مجددا كمال جنبلاط بالمهاتما غاندي.

من صومعته المتواضعة في سبلين تجاوز كمال جنبلاط بعقله المتخطي حدود المادة متحرراً من قيودها إلى الفضاء الروحاني الأوسع، فعانق الحرية كحبيبة وأطلق عنان أفكاره وروحه في المدى الأرحب حيث تسمو قيمة الإنسان على كل الاعتبارت، وفي لحظات التجلّي الروحي كتب يوماً:
“آه لو كانوا يعرفون
في ما يتعدى الأديان
وفي رقصة الحق
في فرح التكوين
في بهجة الولادة
في بيوت الله
أي في قلوب المؤمنين
دار القمر فوق بيتي وغاب”.
الا أن كمال جنبلاط لم يجد ضالّته في هذا الشرق الكئيب إلا في أقصاه، فاكتشف الكنز العظيم في خبايا بلاد الهند، بلاد الحكمة، حيث عرف الحقيقة التي رسمت شخصيته الفكرية والروحية، فكان المعلم الذي ندُر له مثيلاً في زمنه.
لم يخفِ كمال جنبلاط إجلاله للمهاتما غاندي، وعلى خطاه وخطى معلمين وحكماء كثر من الهند مارس اليوغا سبيلاً للارتقاء الروحي، نابذاً الظلم والاستبداد والتفرقة والعنصرية، مدركاً أهمية الالتزام بآداب الحياة بدءاً من الطعام والأكل والشراب وصولاً إلى الحب والسياسة والأخلاق، فكان عظيماً بكل ما مارس وكتب وتيقن.
فليس غريباً أن يحضر كمال جنبلاط في اليوم الدولي للاعنف، وفي يوم ميلاد المهاتما غاندي، الذي استطاع بثوبه البسيط وصدره العاري أن يحرر بلاده من استعمار أكبر قوة استيطان في العام آنذاك، وبالعصيان المدني اللاعنفي حرر المستضعفين في جنوب أفريقيا والهند، قبل أن يموت جسد الفاني برصاصة غادرة ظنّت أنها قادرة أن تقتل المهاتما، وما عرفت أنها كتبت حياته الأبدية في تلك اللحظة بالذات.
وما أشبه حياة غاندي ولحظة موته بحياة كمال جنبلاط ولحظة غدره ببضع رصاصات.
إلا أن فارقاً وحيداً تدخّل به القدر بين الرجلين، فغاندي خجلت بريطانيا العظمى من قميصه البسيط ومن دعسات قدميه العاريتين في مسيرة الملح التي اجتمعت فيها الهند بأسرها خلف المهاتما ونال حرية شعبه. وأما كمال جنبلاط فلم تخجل أنظمة الاستبداد من نفسها وخططت للحظة غدرها وقتلته لتفرض مصالحها ومؤامراتها.
ولكن قاسماً مشتركاً جديداً بينهما أنهما شهدا على الدم الذي سال في غير مكانه، فكان المهاتما حزيناً جداً على صراع الأخوة بين الهند وباكستان قبل الانفصال، فيما شهد كمال جنبلاط على دم الاخوة في كل بقعة من لبنان قبيل استشهاده.
إلا أن تجربة الرجلين على اختلاف الظروف والأسباب تعكس مدى تعطش هذا الزمن لمجرد محاولة لوقف النزف في العالم في حروب عبثية تتنقل بين الدول والشعوب تنفيذاً لمصالح تجار الحروب من بورما إلى العالم العربي وصولاً إلى أفريقيا، فكم العالم بحاجة لمهاتما جديد يقول كفى عنفاً وكفى ظلماً.
ما أحوج العالم إلى الإنسان، هذا الكائن المفقود من حياة البشرية.

بقلم نادر حجاز /الأنباء

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com