هل يحاول باسيل عزل “القوات”؟
في جولة تشاورية حول سبل اخراج الازمة الحكومية من دائرة العقم وكيفية ايجاد حل لعقدة سنّة 8 اذار الذين يفرمل مطلب توزيرهم الولادة الحكومية، انطلق رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل مُكلفا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون علّه يفلح في الوصول الى ما قد يخرج المولود الحكومي الى النور قبل الشهر التاسع ويسمح للعهد باستكمال مسيرته المتعثرة بعد استنفاد اكثر من ستة اشهر من عمره حتى الساعة بحثا عن الحكومة الضائعة، فيقلع مجددا في اتجاه نهضة اقتصادية تبدأ مع اصلاحات “سيدر” وتستكمل في اعادة ترتيب سائر الاولويات على الساحة الداخلية.
مشوار باسيل استهله من الضاحية بلقاء مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، حضرت في صلب محادثاته “العاصفة” كما وُصفت، العقدة السنيّة بخلفياتها وابعادها، قبل ان ينتقل الى محطته الثانية في عين التينة حيث كانت نقاشات معمقة في طبيعة العقدة والمخارج الممكنة واقتراحات لكل من الرجلين لحلها، حملها وزير الخارجية بعد ذلك الى بيت الوسط وجوجلها مع الرئيس المكلف سعد الحريري الذي وضع نفسه خارجها ما دام الحل ليس عنده كما قال. على الاثر كانت له زيارة الى كليمنصو بعد فصول سجالية مزمنة على اكثر من ملف بين التيار والحزب الاشتراكي منذ حقبة الانتخابات النيابية، يبدو اللقاء بدد مفاعيلها اذ استتبع في اليوم التالي بعشاء اقامه باسيل للنائب تيمور جنبلاط في دارته وبلقاء عقده مساء امس مع النائب وائل ابو فاعور. وكانت له ايضا محطتان في دار الفتوى وبكركي.
وحده حزب القوات اللبنانية بقي خارج دائرة بيكار جولة الوزير باسيل التي شملت كل اركان التسوية السياسية والرئاسية التي تضم: الثنائي الشيعي والثنائي المسيحي وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، فماذا يعني الاستثناء؟
اوساط سياسية تراقب حراك باسيل ومواقفه وابعاده تستغرب عبر “المركزية” شمول جولة باسيل خمسا من اصل ست قوى اساسية في السلطة وابقاء معراب خارجها. وتقول: لو ان باسيل حصر زياراته بالقوى المعنية مباشرة بالعقدة السنية اي حزب الله والرئيس المكلف وسنّة 8 اذار، لكان غير مستغرب استثناء بعض القوى السياسية المؤثرة على الساحة، بيد ان توسيعها في اتجاهات غير معنية بها بهدف التشاور واستطلاع اراء القادة السياسيين الاخرين، اظهر بوضوح ان الوزير باسيل، من وجهة نظر الاوساط، يتعمد عزل معراب وابقاء الحزب خارج دائرة القرار والتأثير في المعادلة السياسية. وتعتبر ان كان يمكن للوزير باسيل اغتنام مناسبة مسعاه الهادف لحل العقدة السنية من اجل كسر جبل الجليد القائم بين القوات والتيار عبر اتصال مباشر بمعراب والاجتماع مع رئيس الحزب سمير جعجع للتشاور وتبادل الاراء حول الوضع الحكومي وتاليا اعادة مدّ الجسور وتبديد مناخات التشنج التي تحكم العلاقات بين الطرفين، على غرار ما فعل مع الحزب الاشتراكي.
وفيما تتعاطى معراب مع اقصائها بتجاهل تام مكتفية بالتهدئة السياسية التي تعم الساحة المسيحية، تستغرب اوساط التيار الوطني الحر هذه المواقف، وتقول ان اتصالات الوزير باسيل بالاطراف السياسية جاءت على اساس حل العقدة السنية حيث لا علاقة لحزب القوات اللبنانية بها لا من قريب ولا من بعيد، وليس بين اعضائه نواب سنّة كما هي الحال مع سائر الكتل التي اجتمع معها باسيل كالاشتراكي وامل وحزب الله والمستقبل، والواجب التشاور معها في اقتراحات المخارج. اما بعد الاتفاق وحل العقدة فسيكون تواصل مع مختلف القوى السياسية وفي طليعتها القوات. ودعت الى عدم تحميل خطوة باسيل مواقف سياسية وخلفيات اكثر مما تحتمل واعطائها تفسيرات في غيرمحلها .