بصيص نور في نفق الكورونا.
الدكتور مروان أبو لطيف
هي الكورونا ! أقفلت الكوكب ، سجنت العالم ، أرعبت وقتلت ، دمرت اقتصادات ، أفقرت أناساً ودولاً وشعوبا …
صفعت البشرية كي تستفيق من غفلتها ، أرجعت الانسان عقوداً الى الوراء، وزد على ذلك ما تشاء…
الكورونا تركت بصمتها السوداء في كل مكان ، ولا تزال مفاعيلها النهائية غامضة ومجهولة الأبعاد … ولكن :
أليست هي أهون من الحروب ؟
أليست ارحم من الطاعون والجدري والكوليرا وغيرها من الأوبئة التي فتكت بملايين البشر على مر العصور ؟
أليست اخف دماراً من الزلازل ؟
أليست اقل وطأة من سقوط نيزك هنا أو تسرب إشعاع نووي هناك ؟
هو فيروس مرعبٌ ، لأنه خفي وغامض ومجهول النهاية ، أقله حتى اليوم … وهنا نقطة الضعف الكبرى في النفس البشرية !
… وطالما بالامكان محاربته بالحجْر و مقاومته بالصبر ، بانتظار الانتصار عليه بجهود الطب وفي وقت ليس ببعيد بإذن الله ، فالدنيا ما زالت بخير رغم فداحة الخسائر .
وما أدراك ، فقد تكون العبر الكبرى من تجربة الكورونا لخير البشرية وتصويب المسار وتقويم الانحرافات !
في نهاية النهايات هكذا هي الدنيا ،
فخلف كل نعمة تختبئ نقمة ، لا يراها إلا الحكماء،
وخلف كل نقمة تختبئ نعمة، لا يراها إلا الصابرون !
ومن استعظم مصيبة ، فلجهله بما هو أدهى منها !