يعيشون من كعكة وورقة لوتو… فماذا بعد صمت “العربيات”؟
نادر حجاز – MTV
“السحب اليوم”، جملة اعتاد عليها اللبنانيون كل اثنين وخميس، صمت أصحابها تماما كما السكون الذي حلّ في الشوارع حيث لا مكان الا للقلق من فيروس كورونا.
فبعض التفاصيل تصبح كبيرة بعد فقدانها، تماما كوجع هؤلاء الذي كانوا يطعمون أولادهم من ورقة لوتو وقد باتوا بلا مصدر رزق يعيشون منه.
كثيرة هي التفاصيل التي باتت بحجم وجع كبير خلف أبواب البيوت، فكم من قصص محزنة في منازل اللبنانيين هذه الأيام.
فلنفكّر قليلا ببائع الكعك الذي انتظر زبائنه خلف دراجة في الحارات والاسواق الشعبية.
او ببائع “الغزلة” الذي تخفّى خلف ألوان ثيابه البهلوانية علّه يخطف أنظار الاطفال من سيارات ذويهم.
وأما هؤلاء الذين افترشوا الكورنيش في طرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وصور بعربات الترمس والفول والذرة وعصير الليمون، ماذا عساهم يفعلون بعدما صمتت عرباتهم؟
كثيرة هي الأمثلة عن فئات شعبية كانت قبل الأزمة الاقتصادية وقبل الكورونا تعيش كفاف يومها، فبأي حال تحيا بعدما فقدت باب رزقها الوحيد على بساطته؟
تماماً كما أصحاب المهن الحرة وسائقي سيارات الأجرة وسواهم ممن تمرّ عليهم أيام الحجر المنزلي ثقيلة جدا كجلجلة هذا الوطن الطويلة.
الأزمة عالمية صحيح، وأهل الكوكب جميعهم متساوون، لكن الجوع لا ينتظر وكما في المستشفيات مرضى بحاجة لصلاتنا كذلك بيوت كثيرة بحاجة لأكثر من الصلاة والتضامن، فهذا الوقت للانسانية ليس الا…
فلنتذكّر من كانوا مصدر فرحنا يوما، كم هم بحاجة لهذا الفرح اليوم.