لبنان على إيقاع سنتين عاصفتين إقليمياً.. العين على سوريا
لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عن ما يجري في محيطه. لا بد من تصويب العين إلى سوريا وما يجري فيها من تطورات وتحولات لا بد لها أن تنعكس على وضع المنطقة كلها ولبنان من ضمنها بشكل خاص.
الأزمة التي يعيشها لبنان، هي نتاج التحول الجيوستراتيجي الذي تمر به سوريا منذ 9 سنوات. ستكون بلاد الشام مقبلة على تطورات متسارعة جداً في المرحلة المقبلة. الشهر المقبل قد ترتسم ملامح هذه المتغيرات التي بدأت تلاويحها من خلال الصراع داخل بنية النظام السوري السياسية، الأمنية والإقتصادية.
عندما بدأت الأزمة المالية والإقتصادية اللبنانية بالإنفجار، استفحلت في سوريا، كانعكاس واضح لمدى الترابط بين البلدين. كاد حاكم مصرف لبنان أن ينطق في توصيفه وتشريحه للأزمة، بأنها نتاج لما يجري على الأرض السورية. وهذه هي الحقيقة بالفعل. اليوم يعيش البلدَان على إيقاع سياسي وإقتصادي متفجر. التظاهرات التي خرج بها الشعب اللبناني، ستقابلها تظاهرات مماثلة من قبل الشعب السوري، والمناطق التي تعتبر الحاضنة الإجتماعية للنظام ستكون في طليعة المناطق المحتجة والمتظاهرة.
هنا ستبدأ التطورات بالتسارع، وسط تقارير دولية عديدة تفيد بأن بنية النظام الإجتماعية بدأت بالترهل والتشرذم، وهذه هي الفرصة الأساسية لإضعاف نظام بشار الأسد ودفعه إلى تقديم تنازلات جدية وحقيقية، لا سيما في ظل الصراع المفتوح بين الأسد ورامي مخلوف. هذا الصراع هو عبارة عن تنافس إيراني روسي حول الملف السوري، وهو من نتاج إتفاق تركي روسي أميركي مشترك، حول التحضير لمرحلة إنتقالية يشارك فيها النظام، المعارضة، والأكراد.
سيكون البلدَان أمام سنتين عاصفتين بالتطورات، ما يعني أن الأزمة ستستفحل أكثر ولا بد من انتظار أيام قاتمة وقاسية. فيها سنشهد تغييرات بنيوية، تنعكس آثارها في الأزمات المتعددة التي تعصف بالبلاد. في قلب العاصفة الإقتصادية، تسعى القوى السياسية والإقليمية إلى تحسين شروطها، كما هو الحال في لبنان، الذي تعترض الصراع السياسي فيه أزمة وجودية أخطر من صراعات النفوذ، وهي حالة الإنهيار المالي التي وصل إليها، وقابلة للإستمرار، ما لم يكن هناك أي تكاتف وطني جدي بعيداً عن التناكف.
في هذا الوقت، يناقش المسؤولون اللبنانيون ورقتهم الإقتصادية لتقديمها إلى المجتمع الدولي بحثاً عن مساعدات. الرسائل الدولية التي وصلت كانت في غاية الوضوح، بأنه لا يمكن الحصول على أي مساعدة طالما استمر التوتر السياسي، لأن تنشيط الإقتصاد يرتبط بالإستقرار السياسي.
الانباء