العودة إلى الصفوف غداً:فوضى عارمة والأساتذة يحملون الوزارة المسؤولية
أكثر من 1500 أستاذ في التعليم الثانوي يرفضون العودة إلى التعليم الحضوري يوم غد الإثنين، من أصل نحو 6 آلاف أستاذ في الملاك. هذا ما جاء في استطلاع رأي أجرته اللقاءات النقابية المعارضة لرابطة أساتذة التعليم الثانوي ولقرارات وزير التربية بالعودة إلى التعليم الحضوري، من دون تأمين الشروط الصحية والاقتصادية للعودة الآمنة.
لا للعودة الحضوريةوكانت اللقاءات المعارضة (لجنان الأقضية ولقاء النقابيين الثانويين والتيار النقابي المستقل) أجرت استطلاعاً امتد على يومين، صوت فيه نحو 1900 أستاذ، احتسب منهم 1515 أستاذ كأصوات صحيحة. وأفضت النتائج التي صدرت صباح اليوم الأحد في 16 أيار إلى وجود أغلبية 96 في المئة ضد العودة للتعليم الحضوري، بسبب عدم توفر اللقاح ولغياب الأمان الاقتصادي والاجتماعي، وعدم توفر مادة البنزين. وصوت 93 في المئة منهم مع اتخاذ خطوات تصعيدية. ودعت هذه اللقاءات المعارضة الأساتذة إلى تنفيذ اعتصام مركزي غداً الإثنين في 17 أيار أمام وزارة التربية.
تحميل الوزارة المسؤولية
واعتبرت اللقاءات في بيانها أن الاستطلاع كشف انفصال الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة الثانوي عن هموم ومعاناة الأساتذة الثانويين، وضربها أصول العمل النقابي الديمقراطي المتمثلة بالدرجة الأولى بالعودة إلى الجمعيات العمومية في الثانويات. وأدانوا بشدَّة تراجع الهيئة الإدارية، الممددة لنفسها، عن موقفها في رفض العودة للتعليم الحضوري لعدم توفر اللقاح الآمن للأساتذة والتلامذة، وعدم إقرار سلفة غلاء معيشة وعدم تأمين مادة البنزين للأساتذة. وحملوا وزير التربية وطاقمه الاستشاري، من موظفين وغير موظفين، المسؤولية الأخلاقية والجزائية في حال تعرَّض أي زميل أو زميلة لمكروه جراء الإصابة بكورونا.
فوضى عارمة
واعتبر عضو لقاء النقابيين الثانويين حسن مظلوم أن هناك فوضى عارمة ستحصل غداً: أساتذة يعتصمون في الشارع، وآخرون في بيوتهم، وفئة تذهب صاغرة إلى الصفوف.
وأضاف أن الفوضى ستعم كل المدارس لأن هناك مدراء قرروا احضار كل الطلاب لجميع المراحل مع أساتذتهم، ومدراء آخرين اكتفوا باستدعاء طلاب وأساتذة صف الثالث ثانوي.
وأوضح أن العملية التربوية تتسم بالفوضى العارمة منذ اندلاع أزمة كورونا، وما زالت السياسيات المتبعة على حالها. لكنها غداً ستكون أكثر فوضوية بعدما رفض الجزء الأكبر من الأساتذة العودة الحضورية. وتأسف لأن الوزارة والرابطة مثل النعامة لا تريدان رؤية ما يجري من حولهما. فمنذ اتخاذ قرار العودة بدأت الخلافات بين الأساتذة والمدراء وجرت عمليات ابتزاز وإذلال لهم.
جوقة الامتحانات
واعتبر أن الرابطة والوزارة اتخذتا قراراً فوقياً فاشلاً. فلو استفتوا الأساتذة لكانوا رأوا أنه لا يمكن العودة إلى الصفوف ولا تنظيم الامتحانات الرسمية الشكلية. لكن الجميع متآمر على الأساتذة والطلاب. فالجوقة المحيطة بوزير التربية تريد الامتحانات لما فيها من استفادة مالية كبيرة، خصوصاً أن مخصصات بعض أعضاء اللجان تصل إلى 80 مليون ليرة، وهناك أعضاء كثر في الرابطة رؤساء لجان ومستفيدين مادياً من الامتحانات. ما يعني أن همهم مصالحهم الشخصية.
أما القيادي في التيار النقابي المستقل جورج سعادة فأعتبر أن انطلاق التدريس الحضوري غداً سيكون أعرج. فمعظم المدارس ستفتح، بضغط من المدراء المعينين في مناصبهم بضغوط حزبية. لكن هناك بعض المدراء يقفون على الحياد أو يرفضون حتى فتح المدراس.
ما سيحصل غداً – يقول سعادة – إن جزءاً من الأساتذة يحضر إلى الصفوف تحت الضغط والإذعان، لكن في لبنان كله سيكون الوضع غير سوي، لأن جزءاً كبيراً من الأساتذة يرفض العودة. وهؤلاء غير قادرين على الوصول إلى الصفوف. إضافة إلى أن رأي لجان الأهل يرفض عودة الأولاد حضورياً لأسباب اقتصادية وصحية.
وأضاف: الرابطة والوزارة ونحن نعلم أن غالبية الأساتذة ضد العودة. لكن الرابطة لم تلتزم برأيهم ولا حتى بقراراتها السابقة. وشرح أن الاستطلاع بين أن أكثر من ثلاثين بالمئة من الأساتذة في لبنان ضد العودة. وهذه النسبة تقتصر على الذين صوتوا في الاستطلاع، بينما السبعين بالمئة الذين لم يشاركوا في الاستطلاع ليسوا كلهم مع العودة. فقد جرى هذا الاستطلاع خلال فترة الأعياد ولم يصل إلى جميع الأساتذة، وهناك جزء كبير من الأساتذة يخافون من العواقب ولم يصوتوا.
لا عدالة بين الطلاب
بدروه أعتبر منسق لجنان الأقضية أكرم باقر أن العودة إلى الصفوف ستكون عشوائية وتتسم بالتخبط والفوضى يوم غد الإثنين. ولا تؤمن عدالة التعليم والمساواة بين معظم الطلاب غير القادرين على الذهاب إلى المدارس، والأقلية التي ستحضر.
وأوضح أن الأساتذة ليسوا ضد العودة إلى الصفوف، بل يريدون التعليم الحضوري. لكنهم غير قادرين حتى لوجستياً.
وأضاف أن الواقع الحالي يوم غدٍ الإثنين هو أن الأهل والأساتذة في التعاقد رافضين العودة الحضورية. وفي الاستطلاع الذي ظهرت نتائجه اليوم تبين أن أكثر من ثلاثين بالمئة من أساتذة الملاك صوتوا ضد العودة. أما باقي الأساتذة الذين لم يشاركوا في التصويت، فمنعهم الخوف والضغوط التي مورست عليهم. ولو ترك الخيار لهم لكان قرر كل أساتذة لبنان عدم العودة إلى الصفوف في ظل الظروف الحالية. بالتالي الأساتذة الذين سيعودون غداً سيكونون مرغمين بسبب عدم تأمين الرابطة أي غطاء لهم، بل بالعكس كشفت ظهرهم.
المدن