بين حبة الخردل والايمان بالخلاص..
نقولا أبو فيصل يكتب
تبدو حبة الخردل صغيرة الحجم بالنسبة لبذور النباتات الأخرى، لكنها تنمو عاليًا جدًا أكثر من الأعشاب العادية حتى تصير مأوى لكثير من العصافير، هكذا ملكوت السماوات والمسيح الاله الذي بدت أقواله عن حبة الخردل موجهة إلى قلة من الناس ،كما لو كانت صغيرة ومحدودة، فنمت بسرعة وصارت مأوى للذين هربوا إليها كملجأ لهم ، هؤلاء الذين حُسبوا كعصافير، لأن الأمور البشرية تُحسب صغيرة إن قيست بالله.
وهنا وجب علينا تذكير الشعب الفاقد الايمان بما قاله يسوع : “الحق الحق اقول لكم :”ان كان لكم إيمان مقدار حبة الخردل فلا تُييبسوا التينة فقط بل ان قلتم لهذا الجبل انتقل وانبطح في البحر فيكون”. وقد استخدم السيد المسيح “حبة الخردل” بالذات مثال لملكوته السماوي لسببين رئيسين : الأول أن هذه الحبة يظهر نفعها حينما تسحق أو تُعصر كما تصير شجرة متى دفنت في الأرض وكأنها حملت إشارة إلى اجتياز الرب الآلام والدفن، والثاني أنه كان شائعًا في أمثال سكان فلسطين انذاك أنها أصغر الحبوب، فاستخدام نعتهم للكشف عن سرّ ملكوته
ولبعض مسؤولي الدولة اللبنانية غير النظيفي الكف واللسان نقول :” تبكون اليوم وانتم بين أيدي بشر مثلكم فبالله عليكم ماذا انتم فاعلون وانتم بين أيدي الخالق ، بعدما صارت صفات الحاكم في بلادي ظالما، مغتصبا، سارقا ومارقا وسافكا للدماء وباسم الله يتحدث وهو لا يملك من الايمان مقدار حبة الخردل ، لكن لن نفقد الايمان بالله وما من شيء مستحيل عنده ، المهم أن نملك بذرة إيمان مقدار حبة الخردل لتجاوز اكبر الازمات في تاريخنا المعاصر والتداعيات الاجتماعية الناتجة عن الانهيار الاقتصادي وخراب لبنان ، كما ان قلوبكم اصدقائي بحاجة الى مقدار حبة خردل من الحب الصادق لاطلاق محبة تكفي العالم .
كاتب