بين العيب والحرام …
بقلم : نقولا أبو فيصل*
في القديم كانوا يرون العيب حقا من حقوق الناس، فيما الحرام هو حق من حقوق الله ، وفي ايامنا هذه صار البشر يهتمون لنظرة الناس ولما يقولونه اكثر من الاهتمام برضى الله . وللأسف سيطر العيب على تصرفات كثيرين منا ، حتى أصبح هو والحرام يمثلان المعنى نفسه، أو أن البعض قد يفعل الحرام ولا يفعل العيب اتقاءً لانتقادات الناس ، حتى صار الخوف من العيب يضاهي ويفوق الخوف من الحرام!
ثقافة الحلال والحرام في الشرق مهمة جدًا ، فهي تغرس التربية وخوف الله وتساهم في تنشئة أولادنا على الخير والصلاح في مجتمع تأتي العبادات قبل العادات ، ويأتي الحرام قبل العيب ، والله قبل البشر من حيث الأولوية .
في الماضي نشأت الاجيال على انه ليس عيباً أن تقول لا أدري ، ولكن العيب ، ان تجعل الحرام حلالًا ، وعليه ، فإن المجتمعات العربية اجمالا تهتم بالعيب والعادات والتقاليد اكثر من الاهتمام بالحلال والحرام!
حبذا لو نعلم اولادنا ثقافة الحلال والحرام ، لا ثقافة العيب ، لان ميزان العيب ، هو ميزان البشر، وميزان الحلال والحرام، هو ميزان الله، واتباع ميزان العقل والورع والتقوى جيد لإرضاء الخالق . فثقافة الحلال والحرام تغرس في الأبناء مخافة الله ، وتربي أولادنا على الخير والصلاح . وفي الحياة ليس عيباً أن تقول لا أدري ولكن العيب ان نحلل الحرام ونحن لا ندري وعليه ، وفي إختصار ،فإن المجتمعات العربية اجمالا ، تهتم بالعيب والعادات والتقاليد اكثر من الحلال والحرام!
ختاما أرى أن العيّب والحرام هو أن تفرط في نفسك ولا تبادر في علاجها ، ولا تأخذ بالأسباب وكل هذا لأجل “نظرة المجتمع” وكأنك لا تعرف أن العديد من مجتمعاتنا العربية تعيش في جهل ولا تعرف من الدين إلا الصلاة والصوم.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية