
علامة: المطلوب تحصين موقف وليد جنبلاط وحماية هذا الموقف وإلا فإن التاريخ لن يرحم الساكتين


كتب الناشط الاجتماعي وعضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز انور علامة:

في ظل الواقع المتفجر الذي يلف منطقة الشرق الأوسط عموماً وبالأخص في منطقة المشرق العربي سوريا لبنان وفلسطين المحتلة وغزًة يبرز على السطح وبشكل لافت القلق الذي يلف المنطقة والأقليات الدينية والعرقية في المنطقة.
ان طائفة الموحدين الدروز واحدة من هذه الأقليات مع فرق اهمية هو وجود اتباع هذه الطائفة الكريمة في عدًة دول، لبنان سوريا فلسطين والاردن، وهذه الدول هي اليوم مركز الصراع على المنطقة.
يمتاز الموحدون الدروز بتاريخ طويل من التعايش السلمي وقد استطاعوا في مواقع عديدة تحييد انفسهم عن الصراعات عندما لم تكن تعنيهم بالمباشر، كذلك خاض الموحدون الحروب للدفاع عن انفسهم ومعتقداتهم وحريتهم في ممارسة هذه المعتقدات،
فالدروز شديدوا التمسك بتراثهم وتقاليدهم, وحريتهم في ممارسة شعائرهم خط أحمر لم يسمحوا على مر التاريخ لأي قوة بتجاوز هذا الخط منذ ابراهيم باشا مروراً بكل من حاول المساس بهذه المسلًمات.
تعكس الأوضاع الجديدة في المنطقة وخاصة في سوريا التي يعيش فيها العدد الأكبر من الموحدين الدروز (حوالي 750 الف موحًد ). تعكس تأثيراً كبيراً على الواقع الدرزي المتفاعل بقوًة مع هذه الأوضاع بدءاً من لبنان إلى فلسطين والأردن.
بالرغم من العلاقة التي سادها التوتر خلال الحرب السورية بين دروز جبل العرب والنظام السوري استطاع الموحدون الدروز الحفاظ على موقفهم المؤيد للثورة السورية وقدموا الشهداء حفاظاً على هذا الموقف من جهة ونأوا بنفسهم من جهة أخرى عن الصراع الدموي مع هذا النظام وبقيت المواجهات العسكرية محدودة نسبياً.
مع دحر النظام في سوريا وانتصار الثورة ، هذا النصر المدوٍي الذي جاء بعد وقف الحرب في لبنان تلك الحرب التي دقت المسمار الأخير في نعش ما يسمى محور الممانعة وفتحت الطريق لسقوط نظام التسلط في سوريا, برزت تحديات جديدة وخطيرة أعادت وضع الموحدين الدروز في فوهة البركان، فالمطروح أميركياً واسرائيلياً تغيير المنطقة وإضعاف الدول المحيطة وتفتيتها واثارة النعرات الطائفية وهي ليست خامدة أصلاً .
في الوقت الذي تعاني المنطقة من هذه الصراعات يبرز الموقف الدرزي كدعوة للحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف فقد اختار وليد جنبلاط وكإمتداد للموقف التاريخيّ الوقوف مع المقاومة خلال الحرب على لبنان كما اختار الذهاب إلى سوريا وتهنئته للقيادة الجديدة وما ذلك إلا للتأكيد على ارتباط الموحدين الدروز بهويتهم العربية وتراثهم الإسلامي الذي لا ينفصل عن واقع الامة وبالتالي رفض ما يسمى بالحماية الاسرائيلية للدروز في جبل العرب .
تلك الحماية المزعومة التي من شأنها فصل مسار الدروز عن مسار الدولة الواحدة في سوريا وأيقاظ المشروع الاسرائيلي لاقامة دويلة درزية مزعومة لن تكون إلا دويلة ذنب للاحتلال وحرس حدود ورأس حربة للمشروع الصهيوني في المنطقة.
إن هذا الواقع والتصدي لهذا المشروع يتطلًب من الدولة الجديدة في سوريا الإسراع في معالجة المشاكل الاقتصادية حيث يتسلل العدو الاسرائيلي إلى جنوب دمشق تحت شعارات وأوهام واهية بالبحبوحة والأمن،
كما الإسراع في وضع الدستور الجديد الذي يضمن حقوق الشعب السوري بكافة اطيافه وإحلال الاطمئنان محل القلق.
ويتطلب لبنانياً الالتفاف حول موقف وليد جنبلاط من كافة القوى الدرزية والوطنية للوقوف في وجه هذا المشروع التفتيتي والتصدي لمحاولة احداث شرخ داخل الطائفة بدأت معالمه بقوًة من بعض التصريحات غير المسؤولة التي بدأت تتحدث كناطق باسم العدو الاسرائيلي كذلك والهجوم المنظًم على مواقع التواصل الاجتماعي مستهدفا القيادات الفاعلة بالإضافة للسكوت المريب لبعض القوى السياسية التي تنهل من الجو الدرزي وكذلك بعض مراكز القوى داخل الطائفة.