بين الألم والأمل .. إبحث عن الإرادة!
كتب نقولا أبو فيصل*
بين الأمل والألم ليس غصة
لا يعلمها الا من ذاق لوعتها
وليس إختلافا في ترتيب الحروف
بل هي حكايات كثيرة وتفاصيل مثيرة وأوقات مضطربة ولحظات حرجة حتى انك أحيانا قد لا تملك سوى ان تضع يدك على قلبك حتى لا يزحزحه الخوف في ظل حصار إقتصادي يضرب لبنان منذ تشرين الأول 2019 والشعب يصرخ أين أنت يا الله، لطفك بالبلاد وأهلها.
على مدى ثلاثين عامًا في عالم الأعمال تعلمت الكثير بدءاً من وضوح الرؤية الى الثبات في العمل والإصرار على النجاح وتحويل الخسارة الى ربح وتحويل الفشل الى نجاح، خاصة في الاستثمار خارج لبنان في بلاد لا يزال شعبها يعيش الخوف من إضطهاد قديم لا يمكن نسيانه، ورغم محاولاتي زرع الأمل عندهم من خلال زراعة مئات الهكتارات من الأراضي أشجاراً كلها من أصناف جديدة لا تعرفها بلادهم، كما أنه رغم أنني عملت ولا أزال على أن يتعلم من حولي لا سيما فريق عملي، عدم التنازل عن الأهداف أمام ضغط الحياة والواقع، في اتجاه مستقبل حاولت بناءه بعد دراسة حقيقية متأنية، ولعل ما اكتشفته في صلاتي اليومية في أن الله يحب المؤمن القوي ولا يحب المؤمن الضعيف العاجز.
ولأنني في كل أعمالي كنت أستعين به وحده مرشداً وأحرص دوما على أخذ بركته والتماس إشارة منه حول رضاه من عدمه، وعما إذا في ذلك نفعاً لي مع ترداد عبارات إذا قدَّر الله وإذا أراد الله سوف أفعل ذلك، وفعلت فعلاً لا قولاً، ها هي الأفكار صارت مشاريعاً وواقعاً ولا مكان للاحلام في الاعمال .
وفي الختام، أقول لكل من فقد الإيمان في بلادي، أن كل ألم سوف يتبعه أمل، حتى وإن طال به
المكوث فلا بد أن يأتي اليوم الذي يتغلب فيه الأمل على اليأس، هذا اليأس الذي لم أدعه يقتلني يوماً ولا شيء عندي ضده ولا أعرفه، بل كنت أخشى الإفراط في الأمل وأؤمن بالعمل وليس بالصدف والحظ، كما كنت حريصاً حتى لا يقتلني هذا الأمل يوماً وأنا أنتظر ، لأن فقدان الأمل بشخص ما أو بورقة ليست لك يجعلك تبدأ من جديد، في حين ان جلوسك تعيش سنوات من الإنتظار والأمل
في تحقق شيء ليس لك ولن يحدث هو بمثابة جلد الذات وبالعكس فإن الانتهاء من الأمل المفقود والألم الموجع والبدء من جديد هو خيار جيد بعد التجربة.
*كاتب ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية رئيس تجمع صناعيي البقاع