بين مقهى الحزن في الصين ووطن البكاء في لبنان…. 6 دولارات
نقولا أبو فيصل*
افتتح في شرق الصين “مقهى الحزن”الذي يسمح لرواده بالتعبير عن حزنهم بالبكاء ، وتبلغ تكلفة دخوله 50 يوانًا (6 دولارات) في الساعة ، مع تقديم أفضل المشروبات للعملاء كما يوفر المقهى المناديل وزيت النعناع لتخفيف آلامهم ، ويقدم البصل والفلفل الأحمر لمساعدة الراغبين في التخلص منه ، وتُعزف الموسيقى الحزينة ويتم توفير دمى على شكل نساء لمن يعانون من انقطاع العلاقات مع الحبيبة ، فيما يتم دفعهم جانبًا أو ضربهم للتنفيس عن غضبهم أيضًا ، ويستقطب أعدادًا كبيرة من رواده المكتئبين يوميًا.
وفي المقلب الاخر في لبنان نجد وطنًا مزقه حكامه بعد ان كان صاحب هيبة وجمال وواحة حرية في هذا الشرق وحولوه الى وطن تحل عليه كل اللعنات وصار البكاء فيه وعليه خبز يومي لاهله بعد ان إتضح سرقة شعبه وقتل طموحه هو الهدف عبر تغيير واقعه الاقتصادي او السياسي ، وكم هو مؤلم ان نكون شهود زور على تمزيق وطن وإنهياره..ولا نفعل حيال ذلك شيئًا سوى الاستمرار في لعن عتمة الصمت!
بعد فشل انتفاضة شعبية بدأت برفض اضافة 6 دولارات على خدمة الواتساب في تشرين الاول من العام 2019 وما تلاها من ويلات مبكية وموجعة .
وحتى تجمعنا عزة وكرامة وطن وصحوة شعب أخشى ان يكون ختام هذه الازمة الحادة هو سيناريو يتخطى مشهد البكاء والحسرة ، خاصة اننا نعيش في بقعة عُرِفَ حكامها تاريخيًا بالغباء والتبعية وبالعناد وسهولة قبول سياسة الارض المحروقة ولو على حساب مستقبل شعوبهم ولكن في داخلي سلام كبير ان الله معنا ، ولا يمكننا تغيير ما كتبه الله لنا ، بل نستطيع تغيير الطريقة التي نتصرف بها في مواجهة ذلك …
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع