بين ثلاثية الاستثمار والاستعمار والاستحمار الالكتروني …ضاع لبنان
كتب نقولا أبو فيصل*
لا يعرف العديد من حكامنا في لبنان التمييز بين الجهل والإبداع، وبين الاستثمار والاستعمار وبين الرحمة والاستعباد ، وبات لبنان بلد الفرص الضائعة وخيبات الامل المتوارثة للاسف الشديد، وفيما السبات الشتوي يضرب أهل السلطة الى حين إنجاز الانتخابات النيابية المتوقع تأجيلها او تطييرها يأتيك الاستحمار الذي تقوم به السلطة السياسية اعلامياً عبر محاولة الهيمنة على عقول المواطنين بأن تفقدهم أدنى مقومات الحياة بكرامة وتستحمرهم لتتحكم فيهم دون أي مقاومة .
وفيما الاستعمار الجديد يأتينا في صور عديدة منها استثمارات في العملات الرقمية او تطبيقات الكترونية خادعة تسرق اموال الشباب وتساهم في إفقاره أو إستثمارات تقوم على السيطرة النفسية والروحية غير المباشرة على المواطن في لبنان من قبل قوى خارجية بأزلام داخلية ومن اصحاب الكروش التي تستعمر وتستحمر الشعب النائم ! ثم يأتيك الاستعمار الثقافي الذي يحرص على تربية أجيال فارغة تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين .
كما أن الاستعمار الداخلي يتمثل في تبديل أولويات الشباب وإماتة الطموح عنده وجعله تافهاً بعيداً عن الله ، وهو البوابة الكبرى للاستعمار الخارجي الذي سلم الشعب لقمة سائغة للغزاة الذين استولوا على مقدرات البلاد والعباد ، وفيما فجوة الغذاء في المنطقة العربية تجاوزت 30 مليار دولار ، وفيما أدرجت الدول العربية في خططها الاستراتيجية زراعة اراضيها لتحقيق ألامن الغذائي وتقليل فاتورة الاستيراد، نجد شباب لبنان يتوسعون خارجاً بالاستثمار الذكي يقابلهم توسع لنفوذ السياسيين في الداخل بالاستعمار الغبي والاستحمار وتزييف ذهن الشعب وجره بعيداً من ذاته ووعيه للوجود وحتى يستفيق الشعب نسألك ربي أن تخلصنا من الاستعمار الخارجي وأن تنجينا من الاستحمار الداخلي وأن تنجي لبنان.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية