بين نعمة السكوت ونهضة الشعوب اياكم المعلم!
نقولا ابو فيصل*
لا خير في السكوت ، كما أنه لا خير في الكلام إلا إذا قُرنت الأقوال بالأفعال، فهناك من لا يليق به الكلام والحوار والنقاش ! وهناك من لا يليق به السكوت لحظة واحدة ….وقد يكون السكوت أحياناً على شكل إجابات صامتة ، وهو نعمة بدون شك لها معانٍ كبيرة ، ونسأل الله أن يحفظ لنا هذه النعمة من الزوال ، فكم من أشخاص ظننت أن صمتهم غباءٌ وعندما تكلموا اكتشفت العكس تماماً
واذا كنا نعيش في لبنان واقعاً مؤلماً بكل تفاصليه فلا داعي للمزايدة والكذب على الناس ، وقد كنا نأمل خيراً من حكومات لبنان منذ انتهاء الحرب اللبنانية في العام 1990 حتى اليوم ولكن للأسف ما جرى ويجري أمام أعيننا منذ بداية حياتنا حتى اليوم ، وما رافقها من ظلم وقهر واستبداد بحقوق الناس مما أوصلنا الى حالة معيشية مزرية لا تقبلها العقول ولا ترتضيها الضمائر، وهكذا نجد انه ليس هناك أجمل من نعمة الصمت عندما يكثر الضجيج لان من يهدم لا يمكنه ان يبني وفي هذه الحالة ليس هناك أجمل من نعمة الهدوء عندما يتوحش البشر ويأكل الفاجر حقوق الناس على عينك يا دولة
وفي مثال لنهضة الشعوب وتطورها عسى أن يتعظ به وزراء التربية في لبنان لانصاف الهيئات التعليمية في المدرسة الرسمية والخاصة لا سيما اساتذة الجامعة اللبنانية ، يقول مؤسس سنغافورة لي كوان: ”أنا لم أقم بمعجزة ، أنا فقط قمت بواجبي نحو وطني ، فخصصت موارد الدولة للتعليم وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى راقية في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة،هو من أنتج جيلًا يحب العلم والأخلاق بعد أن كنا شعباً يشتم بعضه في الشوارع”.
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب”جزء ٤