بين الرقاد والموت والحياة الابدية …
نقولا ابو فيصل*
الرقاد هو النوم لفترة زمنية حتى المجيء الثاني للمسيح ، وتبعاً لذلك ليس هناك من موت في المسيحية بل رقاد وانتقال إلى الحياةٍ الأبدية ، ولكن هل من يرفض نعمة الرّبّ يسوع المسيح وحضوره في قلبه يموت موتاً وليس رقاداً ؟ الرب يسوع قال عن صديقه لعازر “لقد رقد! متكلماً عن رقاد الموت” (يوحنا11: 11-14)كذلك القديس بولس تكلم عن الموت ، وعبارة الراقدين لها علاقة بالقيامة “وسيقيم الربّ الراقدين معه ويقوم أولاً الأموات بالمسيح”
(1 تسالونيكي 4: 16)
وهناك رقاد مريم والدة الإله الذي نعيده في 15 آب “رقاد السيّدة” وانتقال يوحنا الرسول (26 أيلول) ونتكلّم عن رقاد القدّيسين الراقدين وفي اناشيد عيد رقاد السيّدة نردّد مرارًا: “في رقادك ما تركت العالم يا والدة الإله فإنّك انتقلت الى الحياة بما أنّك أمّ الحياة”وننشد أيضًا: ” إن اللحد صار سلّمًا الى السماء والموت صار عربونًا للحياة..في أيقونة القيامة نرى فيها المسيح القائم من بين الأموات، والذي وطئ الموت بالموت، يمدّ يده ممسّكًا بيد آدم وحواء، وهما يمثّلان البشريّة كلّها، وكأنه يقول لهما: لك أنت أيضًا قيامة ، ويقول الكتاب:قُم أيّها النائم! فيضئ لك المسيح (أفسس 5: 14)
على أن تذكار الموتى في القدّاس الإلهي يقيمها الكاهن ويصلّي لأجلهم ويذكرهم في تقدمة القرابين وفي زياحها ، كما تُقام صلاة “نياحة” خاصة تلي القدّاس الإلهي وذلك في اليوم الثالث والتاسع والأربعين للوفاة وفي ذكرى نصف السنة والسنة ، وبحسب القديس سمعان التسلونيكيّ تقام الصلاة للميت في اليوم الثالث لأن المتوفى المؤمن أخذ كيانه من الثالوث الأقدس ،واليوم الثالث يذكّرنا بقيامة المسيح في اليوم الثالث ، أما اليوم التاسع فيذكّرنا بطغمات الملائكة التسع، والمتوفى مدعوّ لأن يكون مثل الملائكة في تمجيد الله، أما اليوم الأربعين فله أثر في العهد القديم حيث حدّ اليهود أربعين يومًا على موت موسى ، كما يذكّرنا بصعود المسيح الى السماء بعد أربعين يومًا من القيامة.
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع