كتب نقولا ابو فيصل “بين برميل النفط وبرميل زيت الزيتون …والبدائل”
لا أدري إذا كان البترول هو نعمة أم نقمة؟ ولا ادري كيف تسير الدول التي لا تملك بترول في العالم وهل ماتت واختفت ؟ للعلم فان سعر برميل زيت الزيتون يساوي الف دولار اميركي اي ما يعادل سعر عشرة تنكات زيت بمئة دولار التنكة ، في حين لا يتجاوز سعر برميل النفط المائة دولار سعر وسطي ، وماذا لو تم توزيع الاملاك العامة واملاك الاوقاف للاستثمار من قبل الشباب اللبناني العاطل عن العمل ، وتقديم لهم اغراس الزيتون مجاناً ، دعوهم يزرعوا اشجار الزيتون في كل مكان ،في الحدائق والحقول والجبال ، دعوهم يزرعوا الملايين من هذه الشجرة المباركة وسوف يتفوق لبنان على البلدان المنتجة للنفط التي بمعظمها فتشت عن بدائل عنه مثال دبي التي تحولت من النفط الى السياحة
وفي نظرة الى الماضي وايام البحبوحة نرى أنها ألهتنا و أعمتنا عن التقاط هذا البديل … لا يمكننا تجاهل وإنكار ان سنوات طويلة قد شكلت فرصة ضائعة في التقاط هذا البديل خاصة أن لبنان هو من الدول التي اكرمها الله بهذه الشجرة المباركة ، فلِمَ لا نبحث عن خطة او استراتيجية وطنية تهدف الى جعل زيت الزيتون والنبيذ منتجات وطنية استراتيجية ؟ وحسناً فعلت وزارة الزراعة في هذا المجال حيث تسجّل جهود جبارة في هذا المجال لمدير عام الوزارة والعديد من الملحقين الاقتصاديين التابعين لوزارة الخارجية اللبنانية المنتشرين في ١٦ عاصمة عالمية في التعريف عن هذا المنتج ، لبنان يملك البيئة المناسبة والارض الصالحة لانتاج اصناف زيت الزيتون والنبيذ للتصدير ، يسانده وجود ما يفوق العشرة ملايين لبناني حول العالم يمكنهم تسوق هذه الاصناف من الاسواق ان توفرت فيها المواصفات المطلوبة عالمياً.
ان هذه الاستراتيجية تقتضي ان يمنح المواطن اللبناني الاستثمار المجاني لاراض بمساحات محدودة وبشروط واضحة ، وخصوصاً صغار المزارعين في الارياف بهدف زراعتها بأشجار الزيتون ، عندها يمكن ان نتصور قيام شراكات عديدة فمن يملك المال سيشارك صاحب الارض بالزراعة، ومن يملك الارض سيجد مصدر دخل سنوي من انتاجه ومن يعمل بقطاف الزيتون وزراعته سيجد مصدر دخل سنوي، وسوف يزداد عدد معاصر الزيتون وقيام مصانع جديدة لديها المواصفات والمقاييس المطلوبة لانتاج الزيت من النوعية الممتازة المؤهلة للتصدير، وإنشاء هيئة وطنية عليا للاشراف على هذا المنتج تديرها مصلحة الابحاث العلمية الزراعية التي أثبتت جدارتها وتعتبر مختبراتها ذات سمعة جيدة.
في الاخير أرى أنه مهما كانت فاتورة لبنان السنوية من النفط مكلفة ، فإن تخفيف عبء استيراده على المالية العامة يجب ان يكون بالبحث عن بدائل يتم انتاجها محلياً تكون معدة للتصدير لجلب العملة الصعبة ، فهل يمكن ان نتصور وجود استراتيجية واضحة المعالم تؤدي لرفع قدرة لبنان على انتاج أصناف مطلوبة في الاسواق العالمية والاستفادة من أصناف زيت الزيتون والنبيذ في البحث عن بدائل لخروج الدولار من البلاد وجلب دولار فريش ، حتى وان كانت هذه البدائل تقليدية؟
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع