كتب نقولا ابو فيصل”بين الندم على فعلٍ والندم على عدم فعله”!
في كل ليلة وقبل الصلاة والنوم علينا محاسبة أنفسنا على كل تصرفٍ فعلناه في يومنا ،وبذلك سوف نشعر بالتّجدد في حياتنا , ونؤكد حقيقة أننا أشخاص نقبل النقد الذاتي ، لكن بالمُقابل لا يجب النّدم على فعلِ خيرٍ أو كلمةٍ طيبة نطقنا بها، فالخير دائماً يُغذي الروح ويسمو بها ويعود علينا لاحقاً ، كما أن الندم يدخلنا في دائرة اللوم والتأنيب للذات، واذا كان الندم هو درس نتعلم منه ، فأن جلد الذات والتأنيب هما اسوأُ شيء في الوجود لانهما يجعلان حياتنا مبنية على الخوف.
لا يجب أن نندم على فعلٍ خيرٍ تم انكاره ، ذلك أن أسوأ أنواع الندم هو الندم على فعلٍ في غير مكانه نفعله لشخص خطأ ، والندم هو ان تأتينا الفرصة ولا نقدم شيئاً .. !ولو انتظرنا شكراً على كل ما نفعله لما فعلنا شيئًا، كما يجب أن نقتنع أن النجاح لله ، والندم على ما لم تفعله هو أشد بكثير من الندم على ما فعلناه ،وهو ضعف الندم ، لذا علينا ان نغامر بدون خوف وأن نعيش حياتنا بلا قيود تحجم عنا الثقة بالنفس والسعادة والشعور بالحرية.
وإذا استطعنا التحلي بالصبر في لحظة غضب ، فإن النتيجة ستكون ضمان عدم الندم والتحسّر على أفعال تمت في ساعة غضب! شخصياً أفضل الندم على شيء فعلته بدل الندم على عدم فعل شيء ، وحسب اعتقادي فأن حدّة الندم على اشياء فعلناها تخف عندما نقوم بتصحيحها ، وقد يتلاشى الندم مع الوقت على فعل بخلاف الندم على عدم الفعل حين كانت الخيارات متاحة ، لأنه لا امكانية لتصحح شيء معدوم لاحقاً ! لذا لا مكان في حياتنا للندم على فعلٍ صالحٍ لان هذا الندم يحطمنا …وقد لا يكون الندم فقط على فعل فعلناه ، بل يمكن أن يكون على قرار تأخرنا باتخاذه .
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع