كتب نقولا أبو فيصل “بين الحب والحقد .. والوقت”!
تقول كلمات أغنية فيروز “بيقولوا الوقت بيقتل الحب وبيقولوا الحب يقتل الوقت” فالحب لا يعرف الكبرياء حيث يكون فيه الأحباء عمياناً ويتمّنون بعد كل لقاء عدم الابتعاد والافتراق مجدداً، سواء في الحب او في السياسة او في العلاقات الاجتماعية ، ويبدو جلياً انه مع الوقت تزداد قناعة الناس أن ما في داخل الإنسان سيظهر الى الخارج عاجلًا أم آجلًا، فمن يملك جمال الروح لن يفيض منه إلّا الحب، وصاحب القلب الحاقد فإنه مهما تقنّع وتصنّع لا بد للحقد أن يقتل صاحبه! وما أكثر الذين نلتقي بهم في الحياة ونعرف ما في قلوبهم من النظرة الاولى التي تكون كافية لنعرف معدنهم وجوهرهم ومدى انعكاس داخلهم على الخارج .
ومما هو مؤكد أيضاً أن الحياة تستحق أن نفرح بكل ثانية فيها ، وأن نحب من حولنا ، ولا يجب أن نستنفذ الوقت بالبكاء والحزن والألم على ما هو مقدر، ويجب إعادة صياغة أنماط حياتنا، وإعانة أنفسنا وأحبائنا على أن يعيشوا الحب والسعادة، وتقبل مشيئة الله والارتقاء عن صغائر الأمور، فلا وقت نضيعه في العداء والخصومة كما هو حال اهل السلطة في لبنان هذه الايام، فحياة الانسان لا بد من ان تنتهي بالموت الذي قد يخطفنا دون سابق انذار ، لذا علينا استعادة قاموس السعادة وترجمة مرادفاتها وجعلها نهج حياة.
ومع مطلع العام الجديد نشكر الله على كل نعمه، ونسأله أن ينعم على لبنان بالرخاء والحياة الكريمة لاهله، وأن يزرع الحب في قلوب حكامه، كما نشكره على كل الحب والدعم الذي أظهره لنا طوال هذه الاعوام العجاف, ويبقى أن زراعة الحب تشبه زراعة هذه الشجرة التي يحب جمالها كل لبناني .
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5