الكورونا في العام 2021…
كتب الدكتور مروان أبو لطيف
تنتشر الكورونا في العالم بشكل متصاعد وبطفرات مستجدة (وهذا طبيعي لكل الفايروسات التي تصيب الجهاز التنفسي ) ، وخاصة في الدول التي لا تمتلك اجهزة دولة رقابية ونظام صارم وبنى تحتية صحية متطورة وقدرات مادية ولوجستية كافية .
وهذا هو حالنا في لبنان . الفايروس ينتشر بشكل سريع ويحصد العشرات بين ضحايا ومصابين بحالات حرجة ومعطوبين .
الرهان على اللقاح رهان خاطئ وسابق لاوانه . حتى لو بدأ التلقيح في شباط القادم (وأشك أن يبدأ قبل نيسان ) فإن عدد متلقي اللقاح لن يكون كبيراً بحيث يصنع فارقاً ملحوظاً في الانتشار الوبائي . لا حل إلا بالوقاية بالكمامة وتجنب الاحتشاد والتقارب مهما كانت الاسباب . الكمامات القماشية ضرورية لسهولة غسلها وتعقيمها بالمكوى يومياً . طبعاً لا وقاية بنسبة مئة بالمئة ، ولكن يبقى الرهان على وعي الناس ودور السلطات المعنية في المقاربة الرشيدة للمشاكل والحلول . الاهتمام بالجسم الطبي من اطباء وممرضين وموظفين في المستشفيات وحمايته بالالبسة الوقائية المناسبة ودعمه مادياً ، اكثر من ضروري . دور الاعلام ضروري ويجب أن يستمر ويقوى .
أما الإقفال فهو يضر بالاقتصاد ولا ينفع بمنع انتشار الفايروس ، ومن جرب المجرب …
يجب أن نستعد نفسياً وعملياً لعام استثنائي آخر في ما يتعلق بالوضع الصحي ، وان نتصالح مع فكرة العيش في حالة طوارئ صحية على كافة المستويات على الأقل حتى الخريف القادم . هذا الشتاء صعب على الناس من كل النواحي . ولا حل إلا بالصبر والاحتساب ، مع ضرورة تفعيل دور الدولة الرعائي لمواطنيها ولو بالحد الادنى ، وهذا واجب على الحكام وليس منة منهم على مواطنيهم .
أظن كذلك أن تعميم اللقاح الصيني لدى العاملين في القطاع الصحي بات أكثر من مُلح . ولنا في تجربة عدة دول خير مثال (الامارات ،تركيا …). وهو آمن وغير مكلف ، ويمكن الحصول عليه مجاناً باعداد مقبولة على ما اعتقد .
البلد يحب أن يتحول الى خلية نحل في هذا الظرف الاستثنائي ، ويجب لعن كل من يطالب بحصص وزارية من هنا وحقائب من هناك .
عيني لا تزال على من سيقلب الطاولة ويرفض الفتات ، ويركل هذا النظام المحاصصاتي الى الجحيم . فالسلطة فقدت هيبتها وهالتها ، ولم يعد هناك من خيرات كي تُسرق ، أو مشاريع كي تلزَّم …
اهتموا يا ساسة بمكافحة الكورونا كي يبقى عندكم ناس تنتخبكم ، أو تمشي خلفكم .
إلا إذا ظننتم أن عبودية الناس لكم تفوق حتى حبها لحياتها !
طبيب وكاتب