كتب نقولا أبو فيصل “بين موت القلب والعقل والضمير …أين الاخلاق” ؟
من غير الصحيح أن الموت الحقيقي للانسان هو بموت الجسد بل بموت العقل والقلب والضمير ! والمعروف أنه إذا مات القلب ذهبت الرحمة ، وإذا مات العقل ذهبت الحكمة ، وإذا مات الضمير ذهب كل شيء، ويعتبر موت الضمير مشكلة كبيرة نعاني منها في مجتمعاتنا العربية وخاصة في لبنان حيث أن الإنسان أصبح يفكر في نفسه بأنانية مبالغة ولا يبالي بالآخرين ، حتى أن العديد من شباب اليوم صارت افكارهم تتعارض مع قيم الحياة والأخلاق ، وأصبحت الاولوية لكل واحد منهم هي مصلحته الخاصة وليس المجتمع
ومع موت القلب والعقل والضمير انحدرت الاخلاق ومعها فَسد الحكام والمسؤولون وانعدمت المحاسبة ، حتى أن بعض محطات التلفزة اللبنانية حين سقطت أقنعتها صرنا نسمع منها ما لا نود سماعه ، ونرى على شاشاتها ما لا نحب رؤيته ، وأصبح المواطن في حيرة لماذا هذا الانحدار في الاخلاق وبلوغه مستنقع السوء ؟ وهل هناك من يراقب ويحاسب ؟ وحين تسأل يأتيك الجواب أنها” حرية الاعلام ” !! وهل هذه حرية أم عهر ؟ ولكنني أرى أن كل أعلامي يمثل نفسه وهذه أخلاقه!! ومن معرفتي الشخصية بالجسم الاعلامي فأنه يمكنني التأكيد أن الصورة مغايرة تماماً وأنه لدينا الكثير من الشخصيات الاعلامية الراقية التي أغنت وتغني لبنان بعلمها وثقافتها وتهذيبها !
والسؤال الكبير كيف يمكن إنقاذ الوضع بعد هذا الكم من السموم والتهم التي نطلقها تجاه بعضنا عبر بعض وسائل الاعلام وعبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي ؟ والتي تؤشر لمزيد من الانحدار في الأخلاق وغياب للقيم الانسانية اللتين طالما تميز بها الشعب اللبناني، وكلنا يعرف أنه مع الفساد السياسي والاعلامي لا قيامة للبنان ، فالمطلوب اقتلاع الفساد حتى يتوقف الانحدار وكما يقول القرآن الكريم “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم” (الرعد ١١ )وفي الكتاب المقدس نجد أن الأخلاق ليست غاية الحياة ولا هي طريقها ولا مبدأها بل الله نفسه “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ” (يوحنّا 14: 6)
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب؟” جزء 5