نقولا أبو فيصل يكتب “ليفي شتراوس مخترع بنطلون الجينز”
ولد ليفي شتراوس في ألمانيا في العام 1829 وفي الثامنة عشرة من عمره هاجر مع أمه وشقيقتيه الى الولايات المتحدة هرباً من الفقر ، وهناك عمل خياطاً للبناطلين وتمكن من تحقيق أرباحٍ كبيرة من خلال وضعه اسلاكاً معدنية بين طبقات القماش عند حياكته لتقويته ، ومع مرور الايام نجح في تطوير صناعته حيث انتقل من تصميم البناطلين من الخيش البني القاسي لعمال المناجم والباحثين عن الذهب،بالانتقال إلى قماش الدنيم المصبوغ باللون الأزرق بدلاً من الخيش ، وفي العام 1872 تلقى ليفي رسالة من جاكوب دافيز، وهو خياط من نيفادا كان يتعامل معه بانتظام يخبره فيها عن الطريقة الجديدة التي يستخدمها لتصميم البناطيل لزبائنه، حيث يضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة من زوايا الجيوب .
وفي العام 1873 تقدم ليفي بطلب الحصول على براءة الاختراع للبنطلون الازرق الجديد ، بعد ان واجهت دافيز مشكلة عدم امتلاكه المال للاستحصال عليها وولد رسمياً قماش الجينز الأزرق ، وكان ادولف باير مخترع صبغة النيل الأزرق التي تعطي الجينز لونه قد حصل في الوقت نفسه على جائزة نوبل ، وقد لقي الجينز الأزرق بالشكل الذي اشترك في تصميمه ليفي شتراوس وجاكوب دافيز شعبية كبيرة بين صفوف عمال المناجم وذلك لطبيعته القاسية التي تتحمل الصعوبات العديدة التي يواجهها هؤلاء العمال، وكان يباع بدولار وستة وأربعين سنتاً.
وكانت بناطيل الجينز تباع فقط للرجال وكان من الصعوبة أن تجد بين مرتديه نساء العائلات المتوسطة أو الغنية ، ولكن تباعاً راحوا يضعون تصميمات خاصة للنساء حتى يلبسن الجينز الجديد . وعرض جينز ليفايز ©Levi’s للنساء على صفحات مجلة «فوغ» لأول مرة في العام 1935، واكتسب شعبية كاسحة، لدرجة أن تصميمات كالفين كلاين للجينز في السبعينيات كانت تدر وحدها أرباحاً بقيمة 12.5 مليون دولار أسبوعياً ، وبعدما ظل قماش الجينز حتى ستينيات القرن الماضي لباس العمال وأبناء الطبقة المتوسطة وما دون ذلك، راح يتفشى في معظم الطبقات وصولاً إلى المشاهير وبعض رؤساء الدول. ورغم انتشار صناعته ووجود آلاف الماركات المنتجة له، فلا يزال اسم مبتكره طاغياً على كل الأسماء الأخرى،
بحث نقولا ابو فيصل