بقلم نقولا ابو فيصل “ميشال رياشي الرجل الصادق …وداعاً”!
البارحة رَحَل أستاذي ميشال رياشي دون ضجة ، مع أنه أحدث في حياته من خلال مواقفه ومحاضراته وجرأته ضجيجاً مزعجاً لبعض المتزلفين في الوطن ، لكن كلماته كانت وسوف تبقى محببة الى قلوب طلابه وابناء زحلة والبقاع ولبنان بأسره الذي سوف يفتقد رجل الفكر والحوار والاعتدال والصلابة في المواقف والدفاع عن السيادة
تعرفت على الدكتور ميشال ايام دراستي في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية اواخر الثمانينات ، ولا أزال أذكر جيداً تَفّرده بين الاساتذة المحاضرين بأنه كان المحاضر الاكثر شعبية بين زملائه من قبل الطلاب وانا منهم ! وكنا اذا مكثنا في الكافيتريا ولم نلتحق بالمحاضرات فأنه كان يعمد الى اللحاق بنا الى حيث نحن لتقديم محاضرته دون ان يجعلنا نشعر بأنه اخذ الموضوع بشكل “شخصي” ، كان رجلًا محبًا “واللي بيحب ما بيكره ” وهذه كلماته التي تعلمتها منه !
الدكتور ميشال رياشي استاذ القانون الدستوري هو واحدٌ من الرجال القلائل الذين رفضوا التفاوض على المبادئ الاساسية في حياتهم السياسية التي لم تكتمل من خلال تنقله في عدة مهام حزبية في حزب الكتائب اللبنانية أو في حزب الوعد ، كان صاحب شخصية فريدة، عميق الثقافة ،سريع البديهة , لائقاً في اجاباته حتى مع بعض زملائي من الطلاب المشاغبين …دكتور ميشال نحن ندين لك ايها المعلم الكبير بكل ما امتلكناه من ثقافة قانونية ومعرفة بالقانون الدستوري “وروح التمرد” . لروحك الطاهرة الف تحية ، ارقد بسلام استاذي الحبيب هناك خلف البحار والمحيطات مع الابرار والصالحين الى ان نلتقي….خالص تعازينا لعائلتك.
نقولا أبو فيصل ✍️