لهذه الاسباب يتمسّك “الثنائي” بفرنجيّة أكثر من قبل…
في وقت انتقد فيه كل من الرئيس ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حزب الله لفتح جبهة الجنوب ضد إسرائيل تضامناً مع غزة -حيث قال الاول: “إننا لسنا مرتبطين بمعاهدة دفاع مع غزة”، اما الثاني فاوضح: “معروف موقفنا اننا مع الدفاع عن لبنان ولسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين”- كان “تكتل لبنان القوي” يعلن تجاوبه المبدئي مع مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري وطروحاته الحوارية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
هل هذه المواقف تعكس تناقضا او ازدواجية في التعاطي مع الثنائي الشيعي المعروف بتماسكه؟!
فقد اشار مرجع سياسي واسع الاطلاع الى ان التمايز في المواقف بالنسبة الى ما يحصل في الجنوب او بصورة عامة مع حزب الله اصبح ملموسا وان لم يكن المقصود منه ايصال رسائل معينة الى الثنائي الشيعي.
واضاف المرجع، عبر وكالة “أخبار اليوم”، بالرغم من هذا التمايز تبقى الاشارة الدالة على رغبة لدى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله – وفقا لما يقوله هو- بانه لن يوظف اي انتصار في خانة التفاوض بشأن رئاسة الجمهورية، اي كأنه يقول ان هناك فك ارتباط بين ما يحصل في الجنوب المرتبط بغزة، وبين الملفات الداخلية وفي مقدمها رئاسة الجمهورية.
وتابع: نحن نرغب في تصديقه، والرجل معروف عنه انه صادق، لكن في الوقت نفسه الضمانات غير موجودة، حيث يفترض باي حوار رئاسي ان يتخذ طابع النقاش المتحرر من اي قيد او شرط او اسماء مسبقة، لكن الوزير السابق سليمان فرنجية لا يزال في “السباق الى بعبدا” كما ان الثنائي الشيعي يتمسك به اكثر من اي وقت مضى، فالاخير لا يستطيع ان يُبرز اي وهن كي يُفسر جنوبا في المعارك الحاصلة او في الداخل اللبناني في موضوع يتعلق بما اسماه نصر الله “الضمانة في قصر بعبدا التي لا تطعن في الظهر”.
لذا بحسب المرجع، السؤال الاساسي: هل هناك تقدم في موضوع المرشح الثالث؟ وفقا للمعطيات الراهنة اذا كان المقصود بهذا المرشح هو قائد الجيش العماد جوزاف عون، يبدو بعد التمديد ان الفاتورة قد سددت في مكان ما، والدليل عدم الافصاح عن اي موقف من قبل الجانبين السعودي والاميركي، والسكوت المصري التام على طول الخط، في حين ان القطري يذهب في اتجاه طرح اسماء اخرى.
ورأى المصدر ان امام هذا المشهد، هناك مرشح ثابت لدى الثنائي الذي يخوض معركة عسكرية تخطت المساندة والمشاغلة، لا سيما بالنظر الى التطورات الميدانية التي حصلت في الايام الاخيرة، علما انه “عندما يكون هناك ميدان فالغلبة له”، وبالتالي اذا كان لا بدّ من مفاوضات، فليس مهما ان نفاوض الحزب بل ان نعرف الثمن الذي يريده الحزب الذي لم يدخل لغاية اللحظة في حرب شاملة وواسعة تكون نتائجها مدمرة على بلد منهك اصلا… “هنا بيت القصيد”.
وردا على سؤال، اعتبر المرجع ان التمايز عن الحزب الذي يظهره التيار الوطني الحر يعكس رغبة في ابقاء التطورات والتحركات الميدانية بمنأى عن لبنان وبالتالي عدم استثمارها في الداخل.
وفي هذا السياق، اوضح المرجع ان تحفيز او تحبيذ التحاور مع بري اكثر من الحزب، لا يندرج اطلاقا في خانة التمايز داخل الثنائي الشيعي، فالجميع يعلم ان مثل هذا الرهان خاسر، قائلا: لذا يجب ان نعتبر بان الواقعية السياسية قد تقضي بان يتفق مجلس النواب باكثريته المقررة على خيار ينقذ البلد باسرع وقت ممكن من براثن ما يتعرض له اتفاق الطائف والدستور، ومن براثن الازمة التي تعصف في لبنان وتمس اللبنانيين في عيشهم الكريم اليومي بدءا من الدخل الى حجز الاموال في المصارف وصولا الى الطبابة والتعليم…
واذ شدد على انه آن الاوان لانقاذ لبنان مما قد يتهدده في حال استمر ما يحصل في الجنوب وفي الداخل، ختم المرجع: “السياسة هي فن الواقع الممكن”، وهذا ما يجب ان يحكم اداء مختلف القوى السياسية.