كتب نقولا أبو فيصل “بين الحنين والشوق والحزن والالم
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
الحنين هو الشعور بالاشتياق للأوقات الجميلة التي مر بها الانسان في حياته، وقد يكون الاشتياق لأشخاص معينين أو لأماكن جميلة أو لتجارب مؤثرة . ويمكن أن يكون الحنين على شكل شعورٍ دافئٍ وسعيدٍ، لكنه في بعض الأحيان يمكن أن يسبب الحزن خاصة إن هذا الشوق هو لأشخاص ربما لا يمكن رؤيتهم مرة أخرى. يقول الشاعر :
ما زالَ صوتكِ في ثنايا مَسمَعي
والشوقُ في صَدري يُفتّتُ أضلُعي
حاوَلتُ أن أُخفي هَواكِ وَكُلّما أخفَيتُهُ في القَلبِ فاضَتْ أدمُعي. وقد تكون كلمة ظروف احياناً هي مجرد حجة !
والحنين إلى الاوطان هو الشعور بالاشتياق للمكان الذي ننتمي إليه، سواء كان ذلك بلدنا الأصلي أو المكان الذي نشعر فيه بالانتماء . ويمكن أن يكون الحنين إلى الوطن شديد العمق والقوة حيث يشمل الشوق للطبيعة ورائحة الارض ، والثقافة، والأصدقاء، والعائلة التي تتواجد في الوطن. وهذا الشعور يمكن أن يظهر عند الأشخاص عندما يكونون بعيدين عن الوطن لفترة طويلة أو عندما يواجهون الظروف التي تجعل من الصعب عليهم العودة إلى الوطن، مما يثير الشوق والاشتياق إلى مكانهم الأصلي.
والحنين هو “شوق عاطفي” لشخص أو مكان أو شيء أو حدث أو عصر في الماضي. لذا، فأن التعريفات متقاربة جدًا .ومع ذلك، لقد وجدت أنه عندما أشعر بالحنين، فإنني أتذكر الماضي، وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون حزينًا إلى حد ما، إلا أنه غالبًا ما يتضمن النظر إلى الوراء بحب أو فرح وتذكر الأوقات الجيدة .كما أن الشوق بالنسبة لي هو مختلف وينطوي على التمني , إنه أكثر حزنًا ، وغالبًا ما يكون مؤلمًا. ويبقى أنه هناك مستويات من الشوق ، على سبيل المثال افتقاد الأشخاص الذين ماتوا والتمني لو كانوا هنا معنا ، أو حنيني إلى أمي، والتمني أن أشعر بذراعيها حولي مرة أخرى ، هذا هو الشوق ، إنه ليس حزيناً بل مؤلماً .
نقولا ابو فيصل