كتب نقولا أبو فيصل “بين شوفة الحال اللبنانيّةوكيف حالك اليوم”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
لا يمكن الجزم بأن الشعب اللبناني بأسره يمتلك نزعة التعالي والتكبر، فهو شعب متنوع ومتعدد الطوائف والثقافات ، ومثل كل الدول والمجتمعات لدينا في لبنان أشخاصاً يظهرون سلوكًا تكبريًا، ولكن لا يمكن تعميم ذلك على الشعب بأسره ، فلبنان بلد متنوع يضم مجتمعًا يشمل فئات اجتماعية مختلفة ، ويتميز بثقافته الغنية وتاريخه العريق ، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني فإنه يتمتع بروح الصمود والإبداع، وبحس التكافل الاجتماعي والتلاحم في مواجهة الصعاب. وبالطبع نلحظ بعض مظاهر التكبر والتعالي من البعض في بعض الأوقات والأماكن، ولكن لا يمكن أن يُعتبر هذا السلوك ممثلًا للشعب اللبناني بأكمله. المعروف عنه بالذكاء والإبداع في الحياة .
وبدون أدنى شك يمتلك اللبنانيون القدرة على التكيف مع الظروف المعقدة والتحديات التي يواجهونها. ولكن يجب أن نعرف أن الذكاء يأتي بأشكال متنوعة ، ولا يمكن تقديره وقياسه لشعب بأكمله، لأن الذكاء يكون موزعًا بأشكال مختلفة بين الأفراد، ويمكن أن يتأثر بالعديد من العوامل مثل التعليم والخبرة والظروف الاجتماعية. وقبل الأزمة الاقتصادية في لبنان كانت الثقافة الاجتماعية تتضمن بعض العناصر التي يمكن تفسيرها على أنها نزعة للتعالي بين بعض الأفراد المتأتية من عدة عوامل، بما في ذلك الطبقية لأن لبنان كان يتمتع بتباين اقتصادي واجتماعي كبير، حيث لا يزال هناك فارق كبير بين الطبقات الاجتماعية الغنية والفقيرة ، وهذا الذي أدى إلى إنعدام الاحترام والتقدير بين الناس.
وقد يظهر التعالي في سلوك بعض الاشخاص الذين يمتلكون السلطة والنفوذ الاقتصادي والسياسي في لبنان، والذين يظهرون سلوكًا متعاليًا نحو الآخرين، حيث يشعرون بأنهم أفضل أو أهم من غيرهم بسبب موقعهم الاجتماعي أو المالي، كما يمكن أن تلعب الثقافة والتربية دورًا في تشكيل سلوك الأفراد في بعض الأحيان، حيث يتم تلقين الاطفال منذ الصغر أنهم ينتمون إلى طبقة معينة تستحق التقدير والاحترام أكثر من غيرهم، وعليك التعود على سماع كلمة “بيك ” تطلق على طفل في لبنان لانه والده بيك ابن بيك ، وهذا الذي ادى الى ظهور نزعة التعالي. وللتوضيح فأن هذه النزعة ليست موجودة بين جميع اللبنانيين، ولكنها تظهر في بعض الحالات والمواقف، وقد تكون مرتبطة بعوامل متعددة منها العيش على أمجاد الماضي ونسيان المثل القائل “كيف حالك اليوم “.
نقولا أبو فيصل
