كتب نقولا أبو فيصل “بين مجاورة من يشبهك ويحبك وراحة البال”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
من الثابت في لبنان أن مجاورة أناس يشبهونك يفتح لك آفاق الحوار وتبادل الافكار المبنية على الاحترام والتقدير المتبادلين . ومن دون أدنى شك، فإن تبادل الأراء بين مكونات المجتمع مفيد جدًا، ويساعد على تطوير الفهم المتبادل وبناء العلاقات القوية بين الناس .كما إن وجود المحبة والصراحة في العلاقة فيما بينهم يساعدهم على فهم بعضهم بعضاً والاهتمام بمشاعرهم وأفكارهم المختلفة ، كما يساعدهم ذلك في معرفة الأمور التي تهمهم بما في ذلك إحتياجاتهم المشتركة، وسبل دعم وتشجيع ومساندة بعضهم في اللحظات الصعبة، بهدف الوصول الى الشعور بالراحة والامان .
كما أن العيش بجوار أناس يحبونك، يحمل العديد من الفوائد ، تبدأ بالدعم العاطفي الذي يوفر الشعور بالأمان والثقة خاصة في اللحظات الصعبة ويزداد مستوى الفرح والسعادة عن طريق مشاركة الذكريات السعيدة معًا . ويوفر التشجيع الدائم سبل تحقيق الأهداف والنجاحات بفضل دعم الشخص المحب. كما يساعد الاهتمام على زيادة الشعور لديه بأهميته في حياة الاخرين فضلاً عن انه يتيح الفرصة للتواصل العميق والتفاهم المتبادل وتعزيز العلاقات وصولاً الى تبادل الاهتمامات ومشاركة الهوايات والتجارب معًا ، وصولاً الى مشاركة ابناء القرى والأرياف اللبنانية فيما بينهم الافراح والاحزان ، وهذه بإختصار أجمل ما في حياة الريف اللبناني حتى يومنا هذا .
وتشير راحة البال في الحياة إلى الشعور بالسلام الداخلي والهدوء والاستقرار النفسي مما يجعل الانسان يشعر بالارتياح والثقة ويتعامل مع المشاكل والتحديات اليومية بشكل أفضل مما يزيد من الاستقرار العاطفي . كما يساعد الشعور بالراحة النفسية على الحد من التوتر والقلق ، ويسهم في بناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين، حيث يكون الانسان أكثر قدرة على التعامل بفهم وتفهّم، مما يزيد من الانتاجية والفعالية في العمل وفي أداء المهام اليومية.كما يساعد ذلك في إحداث توازن بين الحياة الشخصية والمهنية وتحقيق التوازن في كافة جوانب الحياة . كما يعزز الشعور بالراحة النفسية السعادة والرضا الداخلي مما يجعل الاستمتاع بالحياة بشكل أفضل ويزيد من ثقة الانسان بنفسه وإيمانه بقدراته ويجعله يواجه التحديات بثقة وقوة.
نقولا أبو فيصل