كتب نقولا أبو فيصل “الحضارة الفنيقية ….والامجاد الضائعة !
الحضارة الفنيقية ….والامجاد الضائعة !
استفزني رجل سياسة لبناني في حديثة لمحطة تلفزة محلية عن الفنيقيين، وحاولت جاهداً البحث دون جدوى عن وجود أدلة تاريخية موثوقة تدعم فكرته بأن الفينيقيين كانوا يؤجرون نساءهم لركاب السفن. حتى وصلت للجواب القاطع بالادلة أن هذا هو تشويه للحضارة الفنيقية التي كان يعيش أهلها في مجتمع متقدم ومنظم واشتهروا بتقاليدهم الثقافية والاجتماعية ، وكل إدعاءات غير ذلك قد تكون تحريفات أو تفسيرات خاطئة لأفعال لم تُفهم بشكل صحيح.
الفينيقيون هم أصحاب حضارة قديمة عاشوا في دول شرق البحر الأبيض المتوسط، من لبنان الى سوريا وشمال فلسطين. ويعود أصلهم إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وامتدت حضارتهم حتى القرن الأول قبل الميلاد. وقد عُرف الفينيقيون بمهارات عديدة وأسسوا مستعمرات ومدنا تجارية على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط، وصولاً الى قرطاج في تونس ، كما ابتكروا أقدم الأبجديات في العالم، والتي تأثرت بها الأبجدية اليونانية والرومانية..كما نشروا الثقافة والمعرفة عبر تجارتهم البحرية، واشتهروا بصناعة الصبغة الأرجوانية التي كانت غالية الثمن والتي كانت تُستخدم في الأزياء الملكية.
تمتع الفينيقيون بالعديد من المهارات التي ساهمت في ازدهار حضارتهم، وكانوا خبراء في الملاحة البحرية وبناء السفن، الامر الذي مكنهم من إنشاء شبكة تجارية واسعة تمتد عبر البحر الأبيض المتوسط حتى المحيط الأطلسي. كما كانوا تجاراً بارعين، تبادلوا تجارة البضائع مثل الأخشاب والزجاج والمنتجات الزراعية والمعادن والمنسوجات مع الحضارات الأخرى.واشتهروا بإنتاج الصباغ الارجواني الفاخر المستخرج من أصداف الموركس البحرية الغالية الاثمان ، كما برعوا في صناعة الزجاج والفخار والأعمال المعدنية والمجوهرات.وبناء المدن والموانئ بتصميمات متطورة وتقنيات بناء جديدة من خلال استخدام الكتل الحجرية الكبيرة في البناء. مما ساهم في حضارة قوية ومؤثرة استطاعت الصمود لقرون عديدة، الى أن أتى من يقول أنهم تجار نساء!.
نقولا أبو فيصل