فكّر فيها.. بقلم نقولا أبو فيصل
كتب نقولا ابو فيصل* ضمن فقرة وسمها بعنوان “فكر فيها”!
إن وضع المواطن اللبناني اليوم، الذي فُرضت عليه حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، يعكس مأساة عميقة يعيشها هذا الشعب الطيب الذي جُرّ إلى حرب انتحارية لم يخترها بطيب خاطر، ولم يُسأل عن رأيه في الولوج إليها . نعم، هذا المواطن المسكين، الذي كان بالكاد يؤمّن حاجات عائلته عبر السعي اليومي للاستقرار وتأمين مستقبله وحماية أسرته، هو الذي إستيقظ ذات يوم ليجد نفسه فجأة في خضم صراعات إقليمية لا علاقة له بها. واليوم، يعاني من نتائج كارثية بدأت بفقدان مصدر رزقه، وصولاً إلى تدمير الحجر والبشر والتهجير وانهيار الاقتصاد .
ما يتعرض له لبنان من أعمال حربية عدوانية ليس جديداً في التاريخ المعاصر، لكن هذا لا يعني أن الشعب يستطيع أن يتحمله أو يتقبله كجزء من واقعه . بل على العكس تماماً، فإن الشعب اللبناني يريد السلام والاستقرار، ويرغب في العيش بأمان بعيداً عن العنف والتوترات السياسية. ولا قدرة له على تحمّل العبء الأكبر عن ألالام شعوب المنطقة سواء بفقدان الأحبة أو العيش في خوف دائم . ورغم الظروف الصعبة، يبقى الأمل موجوداً، لأن تاريخ لبنان مليء بالتحديات وأبرز سمات شعبنا هي الصمود وإرادة الحياة .
ولكن لا شك أن مأساة اللبنانيين الكبرى تكمن غالباً في صمتهم والشعور بالعجز عن التعبير عن رفضهم للحرب أو الاعتراض عليها، لأن خوفهم من التخوين والتداعيات أو التهديدات يجعلهم صامتين، في حين أن أصواتهم ورغبتهم في السلام غالباً ما تُهمّش وسط الضجيج السياسي . نعم، اللبنانيون يريدون الاستقرار، ولكنهم لا يملكون القدرة على التأثير في صنع القرار، فيجدون أنفسهم رهائن لمصالح دول إقليمية ومجرد أدوات في صراع كبير، وكأنهم بيادق في لعبة شطرنج عالمية ، بينما حلمهم الوحيد هو العودة إلى حياة طبيعية خالية من العنف .
نقولا أبو فيصل رئيس تجمع الصناعيين في البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية
Nicolas Abou FayssalZahle tvتجمع الصناعيين في البقاع Association of Bekaa Industrialists