بري يطلّ على البقاعيين… فماذا سيقول؟
في الحادي والثلاثين من شهر آب المقبل، تُحيي حركة “امل” الذكرى الاربعين لإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقَيه الشيخ محمد يعقوب والصِحافي عباس بدر الدين في مهرجان شعبي تُقيمه في مدينة بعلبك.
وتحمل الذكرى هذا العام بُعداً لافتاً من حيث المكان، كونها تتزامن مع اصوات احتجاجية ترتفع في البقاع محمّلة مسؤولية تردّي الاوضاع الامنية وتراجع الحركة الاقتصادية الى من يُمثّلون البقاع في السلطة منذ سنوات من بينهم الحركة، والتي ذهبت الى حدّ القول ان هناك تمييزاً بين اهالي الجنوب الذين ينعمون “بخيرات الدولة” واهالي البقاع الذين يشكون غياب الدولة في المشاريع الانمائية وفرض الامن.
مصادر في “حركة امل” نفت عبر “المركزية” “ان تكون النقمة التي تسود بين البقاعيين حيال تردّي الاوضاع الامنية والاقتصادية والمعيشية وتحميل الثنائي الشيعي، جزء من المسؤولية كَونه يهتم بالجنوب اكثر من البقاع، وراء اختيارنا مدينة بعلبك لاقامة ذكرى تغييب الامام موسى الصدر”، موضحةً “ان هذا المهرجان الدوري السنوي يُقام كل عام في محافظة معيّنة، وكان يُفترض ان يُقام العام الفائت في البقاع، الا انه ابتُلي في الاعوام السابقة بالارهاب وبوضع امني غير مستتب، وكانت معركة “فجر الجرود” لاستئصاله، لذلك وتلافياً لاي خرق امني للمهرجان وحمايةً للبقاع وللبنان وعدم الانجرار وراء الفتنة قررنا نقله الى الجنوب”، وقالت “اليوم نعود الى مواقعنا واهلنا في البقاع”.
وفي حين تحفّظت المصادر عن اعطاء تفاصيل حيال مشاركة الرئيس نبيه بري في المهرجان، شخصياً او عبر شاشة عملاقة، لاعتبارات امنية”، اكدت “ان رئيس الحركة سيُركّز في خطابه الذي سيُلقيه امام المشاركين في المهرجان على 3 امور اساسية:
-اولاً الملف الاقتصادي والمعيشي الذي سيحجز لنفسه القسم الاكبر من الخطاب، اذ سيزفّ للبقاعيين رزمة مشاريع انمائية طال انتظارها في طريقها الى الاقرار من شأنها ان تُحسّن اوضاعهم الاقتصادية، ابرزها تشكيل مجلس بعلبك-الهرمل على غرار مجلس الجنوب، والذي سيُساهم في إحداث نقلة نوعية في البقاع على صعيد البنى التحتية من ماء وكهرباء وطرقات كما حصل في الجنوب. اضافةً الى اقرار قانون تشريع زراعة الحشيشة لاستخدامها لاغراض طبّية بالتزامن مع إنشاء مصلحة خاصة لادارتها كمؤسسة “الريجي” التي تُدير زراعة التبغ.
-ثانياً على المستوى السياسي والوطني، اكتفت مصادر الحركة بالاشارة الى “ان خطابه سيحمل مضامين سياسية متقدّمة من دون الكشف عن تفاصيلها”.
-ثالثاً فكر وخطاب الامام المغيّب، بحيث سيُجدد الرئيس بري دعوته الى التمسّك بالمبادئ الوطنية التي شكّلت العنوان العريض لمسيرة الامام الصدر، ابرزها الاصرار على العيش المشترك الذي يُميّز النموذج اللبناني، ونبذ العنف والاحتكام الى الحوار لمعالجة الخلافات”.
وعن الوضع الامني في البقاع الذي يشهد تطوراً جدّياً مع سقوط رؤوس كبيرة من تجّار المخدرات ورؤساء العصابات في شباك الجيش والقوى الامنية، اكدت مصادر الحركة “ان الوضع الامني يحظى بعناية خاصة من المسؤولين السياسيين والقادة الامنيين، خصوصاً من قبل الرئيس بري، وهو لن يغفل التطرّق اليه في خطابه، لان البقاعيين ضاقوا ذرعاً بجرائم هؤلاء وهم يتطلّعون الى وضع حدّ للتفلّت الذي تشهده منطقتهم منذ سنوات”، جازمةً “بأن الخطة الامنية تسير بجدّية وحزم وبدأنا نقطف ثمارها، لان الوضع الامني علّة العلل في البقاع، وهو مفتاح الانماء في المنطقة”.
المركزية