الصناعة بين القوة والهيمنة على العالم!
كتب نقولا أبو فيصل*
وحدها الصناعة بعد الزراعة تجلب للدول المال والازدهار الاقتصادي والتطور العلمي والقوة السياسية والعسكرية وبالتالي الهيمنة على العالم.
تاريخيا وفي القرن التاسع عشر كانت بريطانيا العظمى هي مصنع العالم ثم انتزعت منها الولايات المتحدة الأمريكية هذا اللقب واليوم تأهلت الصين بجدارة لاحراز لقب “مصنع العالم “
مما يعني أن مركز الدولة العظمى يتنقل من بلد لآخر من الشرق الى الغرب تبعا لقوته الصناعية ويحكم الانتقال عوامل كثيرة فالدول المتخلفة الضعيفة الفقيرة اليوم لا يعني بالضرورة انها ستظل متخلفة بعد عشرين سنة ومثال ذلك الصين وهي كما يبدو هي حاكم العالم في المستقبل إلا إذا أحسنت الولايات المتحدة الأمريكية التصرف بسرعة قبل فوات الأوان.
وكما اوردت أنفًا فإنه وقبل الحرب العالمية الأولى كانت بريطانيا هي القوة الصناعية العظمى في العالم وكانت تسيطر على كل شيء من صناعة ومال وقوة عسكرية وسياسية لكن مؤتمر الصلح بعد الحرب والذي عرف بإسم “مؤتمر فرساي” كرس الولايات المتحدة الأمريكية سيد العالم الجديد حين أطلق رئيسها الوعود الشهيرة :
“مبادئ ويلسون الأربعة عشر”
ومنها حق تقرير المصير والرأفة بالشعوب المستعمرة وقد خدعت شعوب المستعمرات حين فرحت بالسيد الجديد حيث تبين لاحقا تراجع الرئيس ويلسون عن وعوده الجميلة حين بدأت امريكا تحلب ابقارها المستسلمة وتستغل العبيد الذين ورثتهم من الاستعمار حتى باتوا يتحسرون على سيد العالم القديم “البريطاني” وراحوا ينظرون بأمل وشوق لسيد العالم المتوقع ليس حبا في الصين ولكن من كثرة تعذيب وبطش سيد العالم الحالي بهم !
وتنقسم دول العالم الى ثلاثة أنواع تبعا لطريقة استجابتها للتغيرات السياسية وتوازنات القوى وانتقال القوة من مركز الى أخر
النوع الاول :الدول المستقلة لكنها ضعيفة وتلعب لحسابها وتبحث عن طرق لتحسين موقعها على التوازنات الجديدة وانتقال قيادة العالم من بلد الى اخر
النوع الثاني :الدول القوية التي تحلم بالحصول على مكانة لها في قيادة العالم وتدخل في صراعات لتأخذ حصتها من قالب الحلوى
النوع الثالث :الدول الضعيفة التي تعودت على العبودية وبالتالي فهي بعد ان يموت سيدها تبحث عن اخر ليكون لها سيدا تعيش في حمايته وتنفذ اوامره ! وهذا النوع من الدول تعود على الاستعمار ولعب دور الضحية لكنه ومن وجهة نظري فإن العبد الذي يعتقد ان تغيير سيده سوف يصلح حاله هو عبد غبي .
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية