بين قايين وهابيل والشر المتوارث في البشرية
نقولا ابو فيصل*
كان قايين يعمل مزارعاً يزرع الحبوب والخضار والفواكه ، فيما هابيل كان يعمل راعياً للغنم وهو يحب العناية بالحملان الصغيرة التي تنمو وتصير خرافا كبيرة، وسرعان ما صار يملك قطيعاً كبيراً من الغنم للاهتمام به ، وذات يوم جلب قايين وهابيل تقدمة الى الله ،حيث أحضر قايين بعض المزروعات التي أنبتتها ارضه واحضر هابيل افضل الغنم الذي لديه ، لكن يهوه فرح بتقدمة هابيل ولم يسر بتقدمة قايين الذي كان شريراً ولا يحب هابيل .
طلب الله من قايين مراراً ان يحب شقيقه وان يغير طريقته، لكنه لم يكن يصغي له فهو غاضب جدا لان الله احب هابيل اكثر منه، لذا قام قايين بدعوة شقيقه هابيل قائلًا: “هلمّ نذهب الى الحقل” وهناك فيما هما وحدهما ضرب قايين هابيل بشدة على رأسه فقتله وكان ما فعله قايين شيئا فظيعا جداً ومع ان هابيل مات فإن الله لا يزال يذكره ، لقد كان هابيل صالحا، ويهوه لا ينسى ابدا شخصاً كهذا.
بعدما قتل قايين اخاه عاقبه الله بطرده بعيدا عن باقي عائلته بعد ان وضع عليه علامة لكي لا يقتله أحد ، وعندما انطلق قايين ليعيش في ناحية اخرى من الارض اخذ معه احدى اخواته، فأصبحت زوجته وعلى مر الوقت بدأ قايين وزوجته يلدان الاولاد ، كما ان بنين وبنات آخرين لآدم وحواء تزوجوا، فولدوا هم ايضا اولادا، وسرعان ما كان هنالك اناس كثيرون على الارض. وهكذا فإن الغدر والشر موجودان منذ الازل ، وفي التاريخ قلوب لا تعرف إلا الشر مثال قايين ، يهوذا ، أخوة يوسف وزوجة فوطيفار والجميع يعمل بقوة الشيطان وللبحث عن الشر تتمة …
*كاتب