بين نومة الدببة القطبية ونومة اهل الكهف ونومة شعب لبنان…
نقولا ابو فيصل*
تدخل الدببة القطبية في سبات عميق ونوم طويل طيلة فترة الشتاء وتتغذى على الدهن المتراكم تحت جلدها ، وتستمر دورة الحياة عندها ستة أشهر نوم وستة أشهر صيد ،وتعد الدببة من الحيوانات التي تداولتها الأساطير بقصص عديدة ، ولأنها تبدو بطيئة وحمقاء فالناس يتخيلونها ليست ذكية، لكنها في الواقع هي من أذكى الحيوانات على الإطلاق خاصة عند تقديمها الخدع المذهلة في السيرك.
أما نومة اهل الكهف فهي تقال للشخص الذي ينام فترة طويلة والمقصود بها انه ينام نومة اهل الكهف او اصحاب الكهف كما يسميهم القرآن الكريم حين تحدث عن فتية ناموا ثلاثمائة وتسع سنوات متواصلة، وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله،فلا تصيبهم أشعتها في أول النهار ولا في اخره. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم حتى لا تهترئ اجسادهم.
اما نومة شعب لبنان فانها تسببت في استفحال الفساد في الادارة وتحصيلًا فقدان لذاكرة السياسيين، الذين باتوا يتعاملون مع الناس كالماعز ، فالزعيم حين يُسأل عن ناخبيه يقول عندي خمسة آلاف (راس ) مثلاً وليس ناخبًا ، نعم الشعب اللبناني برمته نائم نومة اهل الكهف ومن كتر غرورنا لا نزال نقول اننا شعب راق ومثقف، ولكن في الحقيقة تبين اننا شعب اكثر تخلفاً يعبد حكامه وبات عليه ان يستيقظ من نومه ؟ فلا يمكن لنظام فاسد ان يستمر في قيادة لبنان إلى الخراب والمصير المجهول ، وقد آن الاوان لشعب لبنان ان يعيش بكرامة .
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع