كتب نقولا أبو فيصل “بين مشروع الله وعدالته ومشروع الانسان وعدالة الارض”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
يشير مشروع الله إلى خطته للكون والبشرية والرؤية الشاملة التي يرغب في تحقيقها، وتشمل خطته النهوض بالعدالة والرحمة والخير في العالم، حيث يهدف للقضاء على الظلم والشر وإحلال الخير والسلام ويتضمن مشروع الله تعاليمه التي تهدف لتحقيق هذه الرؤية، وتشمل قيم الإنسانية الأساسية مثل الحب والعدل والصدق والعطاء . ويسعى الله في مشروعه إلى بناء مجتمع يسوده الخير والسلام ويزدهر فيه الإنسان. أما مشروع الإنسان فيهدف إلى تحقيق السعادة الشخصية والرضا الذاتي، حيث يسعى لتحقيق طموحاته وتحقيق رغباته واحتياجاته وبالإضافة إلى ذلك، يسعى أيضًا إلى تحقيق النمو الروحي والعقلي وتطوير قدراته ومهاراته للوصول إلى أعلى درجات التفوق والتميز في مختلف مجالات الحياة.
واذا كان مشروع الله” يشير عمومًا إلى الرؤية الإلهية أو الهدف الإلهي للكون وللبشرية، ويمكن أن يتعلق بمفهوم الإيمان والعبادة والقيم الروحية، فأن مشروع الانسان يشير إلى الأهداف التي ينشدها البشر ويسعون لتحقيقها في حياتهم . أما عدالة الله فأنها تعني أن الله يدين ويكافئ كل إنسان حسب أفعاله بطريقة عادلة ومنصفة، دون تحيز أو ظلم. يعتبر الإيمان بعدالة الله جزءًا أساسيًا في كل الديانات والمعتقدات، حيث يؤمن الناس بأن الله سيحاسبهم بعد الحياة الدنيا وسيعاملهم بالعدل بناءً على أفعالهم ونواياهم.أما عدالة الانسان على الأرض فأنها تشير إلى النظام الاجتماعي والقانوني الذي يضمن المساواة والعدالة لجميع سكان الأرض ، والتي يسعى الناس إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توفير فرص متساوية ومعاملة عادلة للجميع بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين أو الطبقة الاجتماعية.
وتشمل عدالة الأرض أيضًا الحفاظ على حقوق الإنسان والعمل على الحد من التمييز والظلم والفساد. وفي الخلاصة فأن عدالة السماء وعدالة الأرض هما مفاهيم مختلفة تتعلق كل منها بمجال محدد ، فأذا كانت عدالة السماء تشير إلى النظام الإلهي الذي يحكمه الله ويدين فيه كل شخص وفقًا لأفعاله ونواياه بعد الحياة ،فأن عدالة الأرض تشير إلى النظام القانوني والاجتماعي الذي يضمن المساواة والعدالة بين البشر في هذه الحياة الدنيا. وكلاهما يعتبران مهمين في تعزيز النظام والعدالة في المجتمع، ولكن كل منهما يركز على مجال مختلف.
نقولا أبو فيصل
