صمود الحريري- جنبلاط يمنع انكسار التوازنات
لاحظت أوساط مطّلعة أن سلوك رئيس الجمهورية تجاه التطبيع مع الأسد أعطى مؤشراً قوياً على ما سيضغط فريقه و«حزب الله» (وحلفاؤه) ليكون عليه البيان الوزاري في الحكومة التي سيكون لهما في مطلق الأحوال الأكثرية فيها كما في البرلمان، بما يشي بأن اختلال التوازنات الذي عبّرت عنه نتائج الانتخابات النيابية بدأ يعطي مفاعيله السياسية في موازاة استمرار الصراع لتحجيم حصة طرفيْن يعاندان أي تموْضعات اقليمية للبنان تنطلق من «حساب الربح» للنظام السوري، وهما «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» بزعامة وليد جنبلاط الذي يُراد سحب ورقة حصرية التمثيل الدرزي وزارياً به، علماً أن الحريري على موقفه الرافض أي استهداف لحليفيْه لأن ذلك سيعني «استفراده».
كما توقفت الأوساط عند انتقاد عون النأي بالنفس «إذ قبِلنا في السابق بسياسة النأي بالنفس عن أحداث الشرق الأوسط خصوصاً سورية، حتى وجدنا أنفسنا ننأى بأنفسنا نحن عن الدفاع عن أرض الوطن»، وإعلانه «اليوم لنا حق أكثر من طبيعي في المطالبة بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد استقرار أحوالها… والآن ثمة انفراج مع بدء فتح الطرق المغلقة، فهل يجوزألا نستعمل ممر نصيب لإمرار صادراتنا؟»، وذلك فيما كان وزير الخارجية جبران باسيل غداة بحثه ملف النازحين في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعلن ان «أحداً لم يدعُ الحريري لزيارة سورية، والعلاقات معها ليست مقطوعة، بل هي دائمة وقائمة بشكل طبيعي وأين مصلحة لبنان يجب الذهاب إليها»، معتبراً أن «لا سبب لاختراع أزمة علاقات لبنانية – سورية، والحريري ربّما يدافع عن مبدأ شخصي تجاه سورية، لكن على المستوى الوطني، لا يجوز أن يلعب دور المعطّل لمصالح لبنان باتجاه مداه العربي، وهو لا يريد ذلك».
وعلى وقع تلويح رئيس الجمهورية بمهلة غير مفتوحة أمام الحريري «وليس لأي أحد أن يضع البلاد برمتها رهينة عنده ويعطلها» و«سأنتظر حتى الأول من سبتمبر فقط وبعد ذلك سنتكلم»، لا يبدو أن الرئيس الحريري في وارد التراجع عن «الصمود» على ثوابته في التأليف الرامية الى منْع انزلاق البلاد الى مرحلة تكريس انكسار التوازنات وتالياً كشْف لبنان بالكامل أمام «العصْف» المقبل على الجبهة الأميركية – الإيرانية وامتداداتها.
الرأي الكويتية