هنري نستلة من صاحب صيدلية ومصنعٍ صغيرٍ لزيت البندق الى مؤسس شركة نستلة العالمية!
في منتصف القرن الثامن عشر انتشر موت الأطفال الرضع الذين لا تستطيع امهاتهم ارضاعهم ، مما جعل هنري نستله يتأثر كثيراً بهذه الفاجعة , ويتخذ قراره بأن لا يقف مكتوف الأيدي , وأن يجد حلاً يستطيع من خلاله الحد من تلك المأساة , وبالفعل قام بمحاولات عدة من أجل أن يبتكر بديلاً لحليب الأم عن طريق تجفيف الحليب البقري وخلطه مع دقيق القمح والسكر، إلى أن نجحت إحدى محاولاته في العام 1867. وبعدها تقاعد هنري نستلة وهو في الواحدة والستين من العمر بعد ان باع شركته بمبلغ مليون فرنك سويسري وقضى حياته في مساعدة الفقراء والمحتاجين ، ويمتلك ورثته اليوم 481 مصنعاً ومركزأً إدارياً تنتشر في معظم دول العالم وتوظف أكثر من 275.000 موظفاً
وفي حياته العملية وجد هنري نستلة صعوبات كبيرة لترويج فكرته بين الناس في ذلك الوقت ، خاصة أن قبول فكرة حليب كغذاء للاطفال غير حليب الأم كانت تلقى معارضة كبيرة، ولحسن حظه فقد ولِد طفل لجيرانه قبل أوانه وكانت حالته ميؤوساً منها حسب رأي الأطباء، إلى أن تقدم هنري , باختراعه الجديد البديل من الحليب للطفل وفعلاً انقذ حياته , ومن هنا بدأت تنهال عليه طلبات الشراء للمنتج الجديد الذي لاقى إقبالا خياليًا آنذاك ، فقد استطاع هنري وهو في الثالثة والخمسين من عمره أن يقدم أحد أهم الاختراعات التي غيرت طرق التغذية وخلدت اسمه عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم.
شاهد هنري نستلة موت طفل رضيع فقرر، وصارت شركته أكبر شركة أغذية فى العالم ، مشاهدته للطفل الذي رفض حليب أمه جعله يحاول لمدة 24 عاماً , إلى أن نجح في صنع غذاء بديل عن حليب الأم للأطفال الرضع عن طريق تجفيف حليب البقر وخلطه مع دقيق القمح ، وقد حقق اكتشافه اقبالاً غير متوقّعٍ… وانهالت عليه الطلبات وصمم شعاراً على شكل عش للطيور إشارة الى الأمان , الأمومة , الحنان , الطبيعة , الغذاء والعائلة ، حتى أصبحت شركته عالمية. ويكفيها أنها كانت أول شركه تبيع الغذاء للأطفال والحليب المركز والحليب بالشوكولا والقهوة المجففة نسكافيه, القهوة المثلجة وغيرها من الأصناف.
وأنت يا صديقي القارئ إجعل لحياتك قيمة ، لا تعش أنانيا لنفسك , ساعد من حولك بإمكانياتك! إفعل شيئاً لوطنك ! هل الحل بالانكفاء والهجرة؟ القرار قرارك !منذ أكثر من ثلاثين عاماً وأنا أحاول وما زلت أجاهد حتى لا أهاجر ولن أهجر لبنان .
بحث نقولا ابو فيصل